أَغداً ألقاكِ؟!

خاطرة/ صفية نور الدين
طرق هذا التساؤل باب تفكيري ليلةً، فأردتُ أن أخلّده لكِ برسالةٍ، تخيّلتُ فيها أن تشرق شمس عينيكِ، ويبدأ صباحي حينها.
تداعب خيوط الصباح أهدابكِ، فيضيء قلبي على أثرها.
أُُطفِئ نيران التساؤلات في جوفي عنكِ: «من أنتِ؟! لماذا أتيتِ؟! ماذا تريدين؟! وما الذي تفعلينه أنتِ بداخليِ؟!».
تتبخّر جلُّ استفهاماتي حينما يمتلئ المكان برائحة عطركِ وعبق حديثكِ.
ترتبك أحرفي من فكرة وجودكِ قريبًا مني.
أعاود اختلاس النظر إليكِ من جديد، فتشعرين بي حينها، فأزيح عينَيّ بسرعةٍ خوفًا أن يسقط رداء كبريائي أمامكِ وينكشف أمري..
تتعثر كلماتي عند خروجها من حبالي الصوتية عندما ألمح طيفكِ مارّاً بجانبي.
يا صاحبة الظلّ الطويل خاصّتي،
رسائلي التي أنسجها بدقّةٍ لكِ لن تصلكِ مطلقًا؛
فليس هنالك أوراقٌ تقبل أن تحمل كلماتٍ بداخلها أحرفًا خائفةً متردّدةً في القدوم نحوكِ.
إنّ الأوراق تحب الأحرف المتمرّدة فوقها،
وتعشق صراعَ المشاعر في ساحتها.
وأنا، يا سيّدة قلبي، أملك مشاعرَ مختبئةً خلف ستارها أحرفٌ متطايرةً في هواكِ، لم أستطع جمعها في جملةٍ واحدةٍ مرتّبة.
أتقبلين كلماتٍ مبعثرةً هنا وهناك…؟!
هل ستساعدينني في رصّها بداخلكِ؟ فتكدّسها بداخلي يزيد الأمر صعوبةً عليّ.
لا تقلقي، هي خفيفةُ الوزن لكنّ أثرها عميقٌ، تمامًا كنظراتِ عينيكِ حينما ألقاكِ.
فأعودُ خائباً بلا إجابةٍ: أغدًا ألقاكِ؟!