للكلمات قوة مؤثرة على الأشخاص

خاطرة/ منال حسن السهامي
لكل شخصٍ منا ما يُميزهُ عنا شكلاً وخُلقاً ولوناً، وربّما تصرفات تميزه عن غيره..
لكن هناك ما يوحدنا رُغم كل هذه الاختلافات والمميزات، رُغم كل شيء..
إنه تأثير الكلمات… فالكل يتأثر بالكلمات.
إن للكلمات تأثيراً على الأشخاص.. قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، لكنها تترك أثراً في النفوس أيًّا كانت.
فلو قمت بمدح أحد أو شبهته بشيءٍ محبب إليه لشعر بالسعادة، وقد تكون سعادةً مصحوبةً بالخجل.. وإذا ذممته بشيءٍ قبيح وغير محبب إليه فمن المؤكد أنّه سيستاء وربما يغضب منك.
ولشدة تأثير الكلمة الطيبة والكلمة السلبية على الإنسان، قد ضرب الخالق العظيم بها المثل وأجرى عليها التشبيه في محكم كتابه الكريم بالشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة؛ فالكلمة الطيبة تجري في قلوب الناس كبلسمٍ يداوي الجراح. بينما تفعل الكلمة السلبية فعل سم الأفاعي، فتسمم عقولهم وأرواحهم وتعطل ملكاتهم الروحية والعقلية.
إنّ المفردات هي تعبير عن المشاعر والأفكار، وهي بحد ذاتها طاقة حسب علم الفيزياء. ولأن البشر مستقبلون ومصدرون للطاقة، فهم يتأثرون بطاقة الكلام، فتصل إليهم المشاعر عبر مفردات الكتابة والحديث.
إنّ فن الكلام وانتقاء العبارات من أهم المهارات الاجتماعية، وهو عامل أساسي أيضاً في بناء جو أسري مترابط، قائم على التعبير أو إيصال فكرة ما من الكل للفرد أو العكس، وحتى في إطار العمل لإيصال أفكارنا أو مشاعرنا للآخرين.
والكلمات التي تؤثر فيك سلبياً قد لا تؤثر في غيرك سلبيٍاً. فقد يراها غيرك مجرد كلماتٍ عادية ويمضي وكأنّه لم يسمعها. وكذلك بالنسبة للكلمات الإيجابية أو الكلام المحبب إلى أشخاص ما.
إن الكلمات ليست مجرد كلام مترابط، بل هي المكون للفقرات والجمل المعبرة عما في أذهاننا، نكتبها أو نقولها لأحد ما. إن لهذه الكلمات قوة دافعية تجعلك متأثراً بجميلها وقبيحها عاطفياً أو عصبياً، وسلبياً أو إيجابياً.. فاخترْ كلماتك بعناية.