خُلِقنا شقائق ولم نُخلق جاريات

خاطرة/ أميمة با داؤد
خُلقنا شقائق ولم نُخلق جاريات، وخُلقنا أَماتًا لله، عابداتٍ لله، فحاشا لله أن يخلقنا عابداتٍ لغيره.
خُلقنا منكم ولم نُخلق لكم.
خُلقنا منكم مرة وخلقتم منا مرات.
فكفاكم تجبرًا وتكبرًا، فكلانا من طين.
إن فخرتم برجولتكم فعزًا وفخرًا لنسويتنا.
فإن كنتم الراء فنحن النون.
إن كنتم الذال فنحن الألف.
إن كنتم آباءً فنحن أمهات.
إن كنتم إخوةً فنحن أخوات.
إن كنتم أزواجًا فنحن زوجات.
إن كنتم أبناءً فنحن بنات.
إن كنتم أعمامًا أو أخوالًا فنحن عمات وخالات.
خُلقنا شقائق، شقائق يا ابن آدم، ولم نُخلق جاريات.
أنزل الله لكم دينًا ليخبركم من هنّ المؤنسات الغاليات.
فإننا نفخر بكم إن كنتم بنا تفخرون.
ونعتز بكم إن كنتم بنا تعتزون.
فأنتم رجالٌ إن كنتم بالنساء ترأفون.
فلستم رجالًا إن كنتم على النساء تتجبرون.
فنحن ضلعكم، فكيف على ضلعكم تتكبرون؟!
نحن الجنة، فكيف على الجنة تدوسون؟!
فقد أوصى بنا الذي به تقتدون وعليه تصلون.
إن كنا أمهاتٍ فبررتم، ففي الدنيا تفلحون، وبالجنة تفوزون.
وإن كنا أخواتٍ فأحسنتم، فبقرب الحبيب تجلسون.