آداب وفنون

سيرة ذاتية..!

قصة: عمر محمد العمودي

 

أصغيتُ مطوّلًا

لأفهم ما لا يقوله الآخرون

أصغيتُ كثيرًا إلى الناس

حتى نسيتُ كيف أتحدّث بطلاقة

 

أفعل كل شيء بإخلاص

لا أنظر إلى أعين من يحدّثني

أنظر بإخلاص

أصغي بإخلاص

لا أستطيع أن أفعل الأمرين معًا

 

حين أضع نظري على الأرض

لا أبحث عن شيء؛

أنا أدفن العيون

التي تلاحقني.

 

أتأخّر دائمًا في الإجابة

لأنني أختبر كم شخصًا بداخلي

يريد أن يتكلّم..

 

بنفس الحرص الذي أنتظر فيه مرور السيارات قبل أن أقطع الشارع

لا أقاطع الآخر حتى ينهي كلماته.

 

أطرق الباب في كلّ مرة

كلّما عدتُ من المسجد القريب

أو من سفر بعيد في آخر الليل

إلى البيت..

أطرقُ الباب

من بيتنا الذي لا أملك مفتاحه

تعلّمتُ أن أعيش الحياة كعابر..

 

منذ طفولتي

وأنا أقتنع بالحصة الأقلّ في كلّ شيء

لا أطالب، ولا أفتعل نزاعًا كبقية الأطفال،

للحصول على العدد الأكبر

من قطع الشوكولاتة

أو العملات المعدنية

نشأتُ على هذه الوتيرة

وحين كبرت

لم أحتمل هذه الأحزان والآلام المتدافعة بكثرة.

أنا الآن، أطالب بحقي:

أقلَّ قدرٍ من الألم!

 

ولدتُ فجرًا.. ولسبب ما، كلّ أيامي طويلة

 

قدماي اعتادتا الحركة

وحين لا تسيران تهتزّان دون إرادة!

الأطباء يسمّونه توتّرًا،

لكنني أعرفه

إنه إيقاع الروح

حين يضيق القفص

 

ضحكي قليل وخافت

فالضحكات العالية

توقظ الذئاب.

دموعي قليلة

لأن قلبي شحيح بالمطر،

وكريم بالضباب.

 

أرتدي الألوان الداكنة دائمًا

لأن الفرح الفاقع

يفضح ارتباكي.

 

نعم، أغار أحيانًا

فالغيرة نبتة مائية

تعيش حتى في أنقى القلوب..

 

عيناي بحيرتان غائرتان

أنفي بوصلة عمياء

رئتاي مقبرتان للهواء العابر

عروقي أنهار داكنة

عظامي أبراج من ملح

قلبي منجم فحم

قدماي جذور هاربة

جلدي سماء منتهية الصلاحية

 

ورأسي حقل رياح.

زر الذهاب إلى الأعلى