آداب وفنون

سينتهي ما كان في قادم الأيام

خاطرة/ ناصر علي مدهش

فاتورة حبي لك دفعتها كاملة، ولم يتبقَ لك في ذمتي شيء ما، ولو بوزن مثقال ذرة.. لكني لم أنجُ نهائياً من كوابيسك، لم أسترد عافيتي التي هي أغلى ما أملك في هذه الحياة.. فأنت السبب الذي قصم ظهري وشتت تفكيري، وجعلني في حالة توهان وأعيش بين الأربعة الجدران.

أحاول أن أنسى الماضي الذي كان معك وأطوي صفحاته السوداء.. لكنه للأسف الشديد يلاحقني، أراك في كل زوايا المنزل الذي قضيت فيه معك جل سنوات عمري.. عندما أدخل إلى غرفة النوم ظلك يلاحقني نهاراً جهاراً، وأسمع شخيرك في منتصف الليل كأنك نائمة على السرير بجانبي..
أنتفض من نومي العميق في معظم الأيام ولم أجدك، فينتابني الفزع.. أسأل نفسي عن مصدر صوت شخيرك، فجأة ترتعش كل أجزاء جسمي، ولم أجد من سبيل أمامي إلا قراءة شيء من القرآن الكريم، الذي يبعد عني كل صنوف الوحشة في ليل هائم.

ابتعدي عني، ودعيني أعيش بقية سنوات عمري.. فإن كنت أنتِ حقيقة من يلاحقني فدعي ملاحقتك، لن تجدي ما يسرك معي أبداً، فقد تعلمت منك درساً لن أنساه طول حياتي، أن من تجرد عن الحب لا مكان له في قلبي أبداً، وإن كان طيفك يلاحقني فلن يدوم وسوف يكون مصيره النسيان، والأيام هي من أراهن عليها، وسوف تتكفل بطرد هذا الهذيان وتجعلني في حال أحسن مما كان في سابق الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى