آداب وفنون

3300 عام من الصمت… صافرة عظيمة تكشف أسراراً جديدة عن الفراعنة

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين

 

كشف فريق من علماء الآثار عن صافرة عظمية تعود إلى نحو 3,300 عام في المدينة القديمة لإخناتون، تُعرف أيضا باسم عمارنة، ما يفتح نافذة جديدة على حياة العمال والحراس في مصر القديمة، بعيدا عن التركيز التقليدي على الأهرامات والمقابر الملكية الضخمة.

تم العثور على الصافرة، المصنوعة من عظم عجل صغير، في مستوطنة قرب قرية الحجارة شرق المدينة، والتي كانت تؤوي العمال والحجّارين المكلفين بنحت المقابر الملكية. ويشير موقعها إلى أنها ربما كانت جزءا من البنية الأمنية التي تحيط بالمنطقة، ما يلمّح إلى وجود نظام مراقبة دقيق لضمان حماية المقابر والحفاظ على سرية أعمال البناء.

وقد أشارت الدراسات إلى أن الصافرة، على الرغم من بساطتها، كانت تصدر صوتا عاليا عند استخدامها، ما يجعلها أداة فعالة للتواصل بين الحراس أو للتحذير من المخاطر المحتملة، وفقا لموقع sustainability-times.

وقال الباحثون إن استخدامها المحتمل كان يشمل التنبيه والتنسيق بين العمال والحراس، بما يعكس تنظيما اجتماعيا دقيقا داخل مجتمع المستوطنة.

ورغم أن الأدوات البسيطة مثل الصافرات لم تُصوَّر غالبا في الفن المصري القديم، فإن اكتشافها يكشف عن جوانب يومية للحياة لم تحظ بالاهتمام من قبل، مقارنة بالتركيز الشائع على الإنجازات الكبرى والمعابد والمقابر الملكية.

ويعتقد العلماء أن مثل هذه الأدوات كانت أساسية في تنظيم الحياة اليومية للأفراد الذين عملوا في ظل مشاريع ملكية ضخمة، لكنها غالبا ما بقيت خارج التوثيق الفني والأثري.

يضيف الاكتشاف طبقة جديدة لفهم المجتمع المصري القديم، حيث لم تكن الحياة اليومية للعمال والحراس مجرد أعمال بدنية، بل تضمنت أيضا إجراءات أمنية منظمة، واستخدام أدوات بسيطة لكنها حيوية لضمان السلامة والحفاظ على الأسرار الملكية.

ويشير القرب المكاني بين قرية الحجارة والمقبرة الملكية إلى أن الأمن كان أولوية قصوى، وأن الحراس لعبوا دورا محوريا في حماية الموارد والمشاريع الملكية.

ويؤكد الباحثون أن دراسة هذه القطع اليومية تمنح صورة أكثر تكاملاً للحياة في مصر القديمة، وتشمل أصوات وأفعال أولئك الذين عاشوا بعيدا عن الأضواء، في ظل تاريخ مهيب ومشاريع ملكية ضخمة. ويأمل علماء الآثار في أن تسهم المزيد من الاكتشافات في إعادة رسم فهمنا للحياة اليومية في تلك الحقبة، بعيدا عن التركيز على النخبة والإنجازات الضخمة وحدها.

ينشر الاكتشاف في العدد الأخير من مجلة International Journal of Osteoarchaeology، ويعد بمثابة دعوة لإعادة النظر في الأدوات البسيطة، التي ربما لعبت دورا أساسيا في حياة المجتمع المصري القديم وأمن المقابر الملكية، ليبقى السؤال: ما الأسرار الأخرى التي تخفيها رمال مصر، والتي قد تغير فهمنا لتاريخ هذه الحضارة العريقة؟

زر الذهاب إلى الأعلى