آداب وفنون

أريج

شعر/ رابح روابحي

إلى ألف معنى كان يمتد عمقاً
لكي يعتق الرؤيا بعينيك عتقاً

توسد نار الشوق وحيا وحرقة
فإذ بلهيب الشوق زاده عشقاً

أرى قلمي يشدو بذكر محمد
ويبكي مداداً قد تدفق دفقاً

يفر من الفوضى ويعبر للمدى
أريجاً على صدر القصيدة ملقى

يغوص بجب الشوق يغرف غرفة
ويشرب ماء المدح جهراً فيرقى

مدحتك والدنيا تميل بأهلها
فهل بعد مدحي قد أضل وأشقى

ذكرتك والأشواق تملأ خافقي
فتنسل دمعاً مقلتاي وصدقاً

يحدثني جذع النخيل بدمعه
على بلد قد كان بالنور يسقى

على وجه بدر قد تدلى ضياؤه
وقومه في بحر الضلالة غرقى

على أنجم بيضاء تحلس حوله
وتطرق في باب الفضيلة طرقاً

على النور إذ يغشى الظلام مسالماً
ويتلو بجوف الغار ما كان حقاً

على عنكيوت وابتهال حمامة
تنادي كفانا بالخليلين رفقاً

يد من بياض زملتة محبة
فسافر مذهولاً ليبلغ أفقاً

إلى سدرة الأشواق كان مسدداً
ليجتاز رعداً في السماء وبرقاً

يجر الخطى حاف محاطاً بفتية
رموه اغتداء بالحجارة رشقاً

جريحاً تداوي الجرح بسمة ثغره
مصاباً يشق الجوع بطنه شقاً

حريصاً على نبذ الظلام بقلبه
وحيث مضى إلا وقلبه أتقى

إذا هيأ الليل الطويل جحافلاً
ذكرتك حتى أخرق الليل خرقاً

فذكرك محمود وأنت محمد
محلى بنور الله خَلْقاً وخُلُقاً

لذا تستعير الشمس منك ضياءها
لتنفذ في جوف المدينة عمقاً

أبي أمة للنار ألقوا بجذعه
ولم تحرق النيران جذعه حرقاً

تضيف المسافات الطوال محبة
ويطوى كتاب كي أراك وألقى

أمد إلى المعنى يدي لعلني
أجوب زفاف الأرض غرباً وشرقاً

أقص جناح الوقت سعياً وغربة
وأوحي إلى المعنى فينساب نطقاً

إلى جنة الفردوس أبغي شفاعة
لأمثل فيها باسم الوجه طلقاً

توضأت بالأنوار لما رأيتها
تمد إلى المعنى أكفا وعنقاً

وتمتد نحو الحرف كل عشية
فيوغل في المعنى ارتفاعاً وسمقاً

يطاول عرس النخل حرفي ويمتطي
يراعي رياح المدح ركضاً وسبقاً

تلحفت ثوب الشوق بعدك بردة
لأرفع نبراساً وأحصد غسقاً

لأمشي على وجه الحياة مصلياً
عليك وأطوي الأرض غرباً وشرقاً

زر الذهاب إلى الأعلى