آداب وفنون

غياب

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/رائد القاضي[/su_label]

ما زلت تحفر في الغياب عن السراب العابرِ!
عن حزن أول دمعةٍ ذُرفت لأول غادرِ
في القلب، في أعماق أعماق الحشا
أشجان كل مفارقٍ ومهاجرِ
وهناك.. في عصف النوى! لا مبتغىً
إلا النجاة ولو بحظٍ عاثرِ
..
وتجيء من أقصى الغيابِ
يمر عطرك كالوداع بكف كل مسافرِ
والبعد يسرقني
ويسحق ما تبقى من رفات الحلم بين مشاعري

هذا المساء ملبّد بالوجد والذكرى
وأشياءٍ أُخَر
أرَقٌ،
وصمت قارس كالثلجِ
يهمي فوق صحراء
العُمُر
ذبلت مواسمك الشريدة
في قفار الأعصُرِ
وذوت كعصفورٍ شريدٍ
في الشتاء الممطرِ
ألحانك الخضراء ترضعها أعاصيرُ الزمان الأصفرِ
وتسيرُ من أقصى العذاب
إلى العذابِ
إلى العناء الأكثرِ
وتسيرُ..
لا يدنيك خطوكَ من منىً
وتمرّ بالخطر المريرِ
إلى الأَمَرّ
الأخطرِ
أعبرت مأساة الحياة
إلى أساكَ
إلى أساها الأكبرِ!
لا شيء في هذا الفراغ
سوى الفراغِ
سوى خرابات الزمانِ
المقفرِ

رائد القاضي

زر الذهاب إلى الأعلى