طب وصحة

الاكتئاب ..

كتب : إيمان سالم

ليس مجرد أحرف التصقت لِتكون كلمة، وإنما هو شعور اللا شعور ألا تشعر برغبة تجاه شيء، أن تحيا ولا تشعر بالحياة؛ فتتحول الأيام إلى بضع ساعات نرجو أن تَمر فقط، الاكتئاب هو فرط الشعور بالحزن المتواصل اللا مُتناهي، وأحيانًا يصطحبه اضطرابات الشهية والنوم والحالة المزاجية، وأيضًا يشعر المُكتئب بالذنب تجاه أشياء عدة وقد يصل الأمر إلى كُره الذات والإقدام على إنهاء حياتها، وإن كل تلك الأعراض ليست إلا بضع صور قليلة من أشكال الاكتئاب الذي كثرة أنواعه وهي :

١- الاكتئاب الحاد :

ويُرافق مُصاب هذا النوع من الاكتئاب اللا مُبالاة وبرودة المشاعر، الشعور بالرغبة الشديدة للابتعاد عن الآخرين وتفضيل البقاء وحيدا، والحزن الشديد الذي يعتري ملامح الوجه، والإصابة بالعصبية المُفرطة، وتساقط الشعر وأيضًا ظهور بعض الكدمات في الجسد.

٢- الاكتئاب المُبتسم :

يحرص صاحبه على أن تعتلي الابتسامة وجهه دائمًا رغم الاضطرابات النفسية التي تُلازمه، وقد تجده ينفجر ضحكًا لأشياء لا تستحق سوى الابتسام.

ويوجد أنواع أخرى وهي

٣- الاكتئاب الذهاني :

ويعاني منه الأشخاص المُصابون بالوساس القهري وفَرط التفكير.

٤- الاكتئاب الموسمي :

وكثيرا ما يصيب الإنسان في فصل الشتاء لِقصر فترة النهار؛ فيقضي ليلهُ الطويل وحده ، وهذا ما يُصيبه بالاكتئاب.

٥ – ثنائي القطب Bipolar disorder:

وهو نوع يجمع بين الحزن المُفرط والهذيان الهوسي، ويكون صاحبه أكثر قابلية للانتحار والقضاء على ذاته.

٦- الاكتئاب الهرموني أو المُزمن :

ويأتي نتيجة نقص هرمونات السعادة بالجسد والنساء هن أكثر عُرضة لهذا النوع.

٧- الاكتئاب العدواني :

ويكون صاحبة مائلًا للعدوانية وتدمير الأشياء وقد يُلحق الضرر الجسدي والسمعي بالآخرين.

ورغم كثرة أنواع ومُسميات الاكتئاب التي ذكرتها وأخرى لم أذكرها إلا أن أسبابهُ يُمكن إحصاؤها :

والتي أولها تكون العائلة ذات التفكير السلبي، وأيضًا العادات السيئة للبعض مثل تناول المخدرات والكحول، وأن يعاني الشخص من قلة الثقة بذاته وكثرة لومها، التعرض للعنف الجسدي والنفسي، قسوة الحياة العملية، والغربة والابتعاد عن الوطن، وأخيرًا الوحدة وعدم الاختلاط لفترات طويلة.

علاج الاكتئاب :

رغم كثرة أنواع العلاج والأدوية الحديثة المُضادة للاكتئاب بكافة أنواعه إلا أن بداية علاجه تكمن داخل الذات، كلما كانت قوة إرادة الشفاء والخلاص من الاكتئاب الداخلية كبيرة سيسهل العلاج منه.

ولأن مريض الاكتئاب مشاعره أكثر عرضة للإضراب فالتعامل معه يجب أن يكون أكثر وعيا ويتمثل هذا في :

١- تذكيره دائمًا بمميزاته والأشياء التي يشعر بالسعادة حيال القيام بها.

٢- أن نحرص دائمًا على أن يُمارس الرياضة البدنية لِتفريغ المشاعر السلبية بها.

٣- نساعده على قضاء الوقت المُمتع مع الأقارب والأصدقاء.

٤- أن نترك له المساحة لممارسة بعض الهوايات كالقراءة والكتابة والرسم والتأمل واليوغا.

٥- مُساعدته في تنظيم المهام اليومية؛ كي لا يشعر بالضغط.

وأخيرًا قارئي العزيز لا تترك ذاتك ضحية للاكتئاب وَلتتقرب إلى المولى عز وجل وتملأ قلبك بنور القرآن؛ فكلما تعلق القلب بالخالق الكريم ، وتعلقت الروح بالصلاة لن يتبقى بداخلك حيزًا للحزن والاكتئاب.

زر الذهاب إلى الأعلى