طب وصحة

دراسة صادمة.. سيارتك الحديثة سمّ متنقل

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم

هل شعرت يوماً بالأمان داخل سيارتك الحديثة معتقداً أن فلاترها المتطورة تحميك من تلوث المدن الصارخ؟ الحقيقة قد تكون صادمة ومميتة.

خلصت دراسة حديثة أجراها خبراء بيئة إلى أن مقصورة السيارة، خصوصاً أثناء الزحام، تتحول إلى «حجرة تركيز للسموم»، حيث يفشل نظام التهوية في تنقية الهواء الملوث، ما يعرض الركاب لجرعات هائلة من الجسيمات الدقيقة السامة.

 

خطر يفوق رصيف الشارع

تؤكد الدراسة أن درجة سمية الهواء داخل المركبات الجديدة تتجاوز عشرة أضعاف تلك الموجودة على الأرصفة المفتوحة، والسبب ليس الغبار أو حبوب اللقاح الأقل ضرراً، بل الأبخرة المنبعثة من عوادم الديزل وغيرها من المركبات التي تحتوي على جسيمات سامة متناهية الصغر

أظهرت الاختبارات أن السيارات الحديثة تحتوي على ما يصل إلى 20 ألف جسيم سام في كل سنتيمتر مكعب من الهواء، وبما أن البالغ يستنشق حوالي 500 سنتيمتر مكعب في النفس الواحد فإن هذا يترجم إلى استنشاق عشرة ملايين جسيم سام مع كل شهيق.

حذر نيك مولدن، الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الانبعاثات (Emissions Analytics) التي تختبر انبعاثات المركبات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من التعرض لـ«جرعات كبيرة جداً» من تلك الجسيمات السامة في حال ضعف تهوية السيارة.

 

نقطة الذروة للتعرض للسموم

يشير براشانت كومار، أستاذ الهندسة البيئية في جامعة سري البريطانية (University of Surrey)، إلى أن أسوأ سيناريو للتعرض لهذه السموم يحدث أثناء الاختناقات المرورية، فبدلاً من أن تحميك مقصورة السيارة المغلقة فإن مروحة التهوية غالباً ما تسحب الهواء الملوث من الخارج، ليتركز داخل الحيز الصغير للسيارة.

وتجرى الاختبارات الدقيقة لحساب الجسيمات الملوثة التي لا ترى بالعين المجردة، لكل سنتيمتر مكعب من الهواء، أثناء القيادة لأربع ساعات في مناطق متنوعة (حضرية، ريفية، طرق سريعة) لإثبات مدى تراكم التلوث.

 

تحرك دولي وخسائر

في إشارة إلى خطورة المشكلة أكد مايك هاويز، من جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT)، أن الأمم المتحدة تتبنى حالياً مناقشات لوضع معيار عالمي جديد لجودة الهواء داخل السيارات، وتذكر الدراسة أن الأبخرة والسموم الموجودة في الهواء الملوث تتسبب في الوفاة المبكرة لحوالي 40 ألف شخص سنوياً في المملكة المتحدة وحدها، ما يؤكد أن جودة الهواء ليست مجرد رفاهية بل قضية حياة أو موت.

ولا تزال المزيد من الاختبارات على أنواع عديدة من السيارات قيد البحث للوصول لنتائج نهائية دقيقة، وهي نتائج قد تعيد تشكيل ليس فقط تكنولوجيا السيارات، بل واختيارات المستهلكين في المستقبل القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى