تيجان الأسنان ثلاثية الأبعاد تطبع بـ «متانة فائقة وسرعة البرق»

كريترنيوز / عماد الدين إبراهيم
يشهد قطاع طب الأسنان تحولاً جذرياً بفضل تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ، التي لم تعد مقتصرة على النماذج المؤقتة، بل اخترقت مجال الترميم الدائم لتقدم تيجان أسنان تتميز بالسرعة الفائقة، والدقة المطلقة، والمتانة الطويلة الأمد. هذا الابتكار، الذي يعرف بأسماء متعددة كـ تيجان السيريك (CEREC) أو أنظمة CAD/CAM المتطورة، يعد بإنهاء عصر الانتظار لأسابيع والعودة المتكررة للعيادة.
المسح الرقمي
تعتمد التقنية الحديثة لطباعة تيجان الأسنان على سير عمل رقمي متكامل يزيل تماماً الحاجة إلى القوالب التقليدية غير المريحة والعامل البشري الذي قد يزيد من الأخطاء، حيث تبدأ العملية بأخذ صورة رقمية دقيقة للفم والأسنان باستخدام ماسح ضوئي داخل الفم ، بدلاً من استخدام معجون الطبعات. يوفر هذا المسح مقاسات بدقة عالية تصل إلى 1/10 من الملليمتر، ما يضمن ملاءمة مثالية للتاج الجديد.
التصميم بمساعدة الحاسوب
تنقل البيانات إلى برنامج تصميم بمساعدة الحاسوب (CAD)، حيث يتم تصميم التاج ليناسب شكل وحجم ولون أسنان المريض الطبيعية، مع الأخذ بعين الاعتبار العضة والوظيفة. ويتم نحت التاج من قطعة بلوك صلبة من مادة عالية المتانة مثل الزيركون أو السيراميك.
تستخدم طابعات متخصصة، غالباً تعتمد على تقنية DLP أو SLA، لطباعة التاج طبقة بطبقة باستخدام راتنجات (Resins) بوليمر ضوئي أو مواد متوافقة حيوياً تتميز بقوة شد عالية وانكماش منخفض جداً، مع زمن معالجة سريع للطبقة الواحدة قد لا يتجاوز 3-5 ثوانٍ في بعض المواد المتقدمة.
سرعة ومتانة لا تضاهى
تقضي هذه التقنيات على التحديات التقليدية لتركيب التيجان وتفتح آفاقاً جديدة لراحة المريض وكفاءة الطبيب. تصنع التيجان من مواد متينة مثل الزيركونيا أو السيراميك (E-max)، وتستخدم راتنجات طباعة متقدمة بقوة شد عالية (تصل إلى 50 ميجا باسكال للترميمات المؤقتة).
تعتمد على دقة المسح الرقمي (بجزء من الملليمتر)، ما يضمن ملاءمة دقيقة بنسبة 100% لا تتطلب أي تعديلات إضافية تقريباً. ويتم استبعاد القوالب التقليدية المزعجة، ويقلل الوقت الإجمالي الذي يقضيه المريض على كرسي الأسنان. وتحسين تجربة المريض بشكل كبير وتقليل القلق المرتبط بالعلاج.
رغم التطور، لا يزال المجال يتطلب المزيد من التطور، خصوصاً فيما يتعلق بالمواد المستخدمة في الطباعة ثلاثية الأبعاد لضمان قوة التيجان الخلفية التي تتعرض لقوة مضغ عالية. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيعزز هذا المجال بشكل أكبر من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم ابتسامات تتناسب بدقة مع ملامح وجه المريض .