الدواء فيه سم قاتل… علاج للأطفال يسبب وفيات جماعية

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
أثار حادث مأساوي في ولايتي راجستان ومدهيا براديش الهنديتين صدمة واسعة بعد وفاة ما لا يقل عن 20 طفلاً إثر تناولهم دواء لعلاج السعال ملوثاً بمادة ثنائي إيثيلين الغلايكول، وهي مادة كيميائية سامة تُستخدم في صناعة مضادات التجمد وسائل الفرامل.
بدأت القصة في مدينة تشورو براجستان، عندما نُقل الطفل أنس (6 أعوام) إلى المستشفى الحكومي بعد إصابته بنزلة برد، حيث تلقى شراب سعال يحتوي على ديكستروميثورفان هيدروبروميد يُوزّع مجاناً ضمن برنامج “الدواء المجاني” الحكومي. وبعد يومين فقط، تدهورت حالته وتوفي في مستشفى الأطفال بجايبور. وأشارت أسرته إلى أن الدواء هو السبب المباشر لوفاته، وفقا لما نشره موقعrt باللغة الإنجليزية.
حكومة راجستان سارعت إلى فتح تحقيق عاجل وحظرت شراب “ديكستروميثورفان هيدروبروميد” وجميع تركيباته، كما أوقفت مراقب الأدوية بالولاية عن العمل، وفي مدهيا براديش المجاورة، توفي 19 طفلاً آخرين بالظروف ذاتها بعد تناول شراب سعال شائع، ليتبين لاحقاً في مختبر حكومي بولاية تاميل نادو أن الدواء يحتوي على نسبة تلوث بلغت 48.6% من ثنائي إيثيلين الغلايكول.
ووفق تحقيقات أولية، يعود الدواء الملوث إلى شركات أدوية صغيرة أبرزها Sresan Pharmaceuticals، التي تم إغلاقها واعتقال مالكها بعد ثبوت التورط في التسبب بوفاة الأطفال.
كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من استخدام ثلاثة أنواع من شراب السعال المنتجة في الهند بعد اكتشاف التلوث ذاته، وأكدت أن هذه الأدوية لم تُصدّر خارج البلاد، لكنها حثت على مراقبة “سلاسل الإمداد غير الرسمية”.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان كوارث مماثلة، أبرزها وفاة 70 طفلاً في غامبيا و18 طفلاً في أوزبكستان عام 2023 بعد تناول أدوية هندية ملوثة بالمادة ذاتها.
ويرى خبراء أن الأزمة تُهدد سمعة الهند كإحدى أكبر الدول المصدّرة للأدوية، إذ توفّر 40% من الأدوية في الولايات المتحدة وأكثر من 90% من الأدوية في إفريقيا. كما تُقدّر قيمة صناعة الأدوية الهندية بـ50 مليار دولار سنوياً.
وفي الوقت الذي بدأت فيه وزارة الصحة الهندية حملة تفتيش شاملة على 19 مصنعاً في ست ولايات، تتزايد الدعوات لتشديد الرقابة على الأدوية المخصصة للمستشفيات الحكومية، خاصة بعد كشف تقارير عن فشل عشرات دفعات الأدوية في اختبارات الجودة خلال السنوات الأخيرة.
وقال والد الطفل المتوفى، نوّاب خان: “الأدوية التي من المفترض أن تنقذ الأرواح أصبحت تقتل أطفالنا. أخشى أن يكون الدواء القادم أكثر خطراً، وأن يدفع طفل آخر الثمن”.