الدم الذهبي.. شخص واحد من 6 ملايين يحمل أندر فصيلة دم بالعالم

كريترنيوز /متابعات /البيان /وائل زكير
تُعد فصيلة الدم Rh null، والمعروفة باسم “الدم الذهبي”، أندر فصائل الدم في العالم، إذ لا يمتلكها سوى شخص واحد من كل ستة ملايين.
هذه الفصيلة النادرة خالية تماما من مستضدات العامل الرايزيسي، مما يجعلها ذات قيمة هائلة في حالات الطوارئ الطبية. ورغم ندرتها، يسعى العلماء حالياً لتطوير طرق لإنتاجها في المختبر، بهدف إنقاذ الأرواح وتسهيل نقل الدم في الحالات الحرجة.
يُصنّف الدم بحسب وجود أو غياب علامات محددة على سطح خلايا الدم الحمراء، تُعرف باسم المستضدات، وهي بروتينات أو سكريات يكتشفها جهاز المناعة.
ويُعد نظاما ABO وRhesus (Rh) الأكثر تأثيرا على توافق الدم والاستجابة المناعية أثناء نقل الدم. فصاحب فصيلة الدم A يحمل مستضدات A، وB يحمل مستضدات B، وAB يحتوي على كلا المستضدين، بينما O لا يحتوي على أي منهما. كما يمكن أن تكون كل فصيلة Rh موجبة أو سالبة.
وعلى الرغم من أن دم O- غالبا ما يُوصف بأنه “متبرع عالمي” لعدم احتوائه على مستضدات A أو B أو Rh، إلا أن وجود أكثر من 366 مستضدا معروفا يجعل التوافق الكامل صعبا، خاصةً للأشخاص ذوي الفصائل النادرة أو الذين ينتمون إلى أقليات عرقية، إذ قد يثير دم غير متوافق استجابة مناعية قوية.
في السنوات الأخيرة، تمكن العلماء من إنتاج خلايا دم حمراء خالية من العامل الرايزيسي في المختبر باستخدام تقنية تحرير الجينات كريسبر-كاس9، عبر حذف الجينات المسؤولة عن مستضدات ABO وRh وأنظمة أخرى مثل كيل ودافي وGPB، وأدى ذلك إلى إنتاج خلايا دم متوافقة مع معظم الفصائل الشائعة والنادرة، بما في ذلك Rh null ونمط بومباي النادر جدا وفق تقرير لـ “bbc”.
ويشير الباحث آش توي، أستاذ علم الأحياء الخلوية بجامعة بريستول، إلى أن نقل دم من متبرع بمستضدات مختلفة قد يؤدي إلى تكون أجسام مضادة تهاجم الدم، ما يشكل خطرا على حياة المريض. ولهذا، يُعد الدم Rh null ذا قيمة كبيرة في البحث العلمي والطبي، إذ يمكن استخدامه لإنشاء عمليات نقل دم عالمية أكثر أمانًا، مع تقليل مشاكل المناعة المرتبطة بعدم التوافق.
ومع ذلك، يبقى إنتاج الدم الصناعي على نطاق واسع تحديا، إذ يجب أن تنمو خلايا الدم الحمراء بشكل صحيح وناضج لتجنب مشاكل في الغشاء أو انخفاض كفاءة الإنتاج. رغم هذه الصعوبات، يأمل العلماء أن تؤدي هذه الابتكارات مستقبلًا إلى إنشاء بنوك دم مختبرية توفر الدم النادر والذهبي لمن يحتاجه، ما يمثل قفزة نوعية في إنقاذ الأرواح وتقليل الاعتماد على المتبرعين النادرين في العالم.