تكنولوجيا

قفزة إيرادات «ألفابت» تعكس عدم تأثر عمليات البحث بالذكاء الاصطناعي

كريترنيوز/ متابعات /ستيفن موريس

قفزت إيرادات «ألفابت» بنسبة 14 % في الربع الثاني، وحققت نمواً برقم مزدوج في الإعلانات، ما يشير إلى أن روبوتات الذكاء الاصطناعي؛ مثل «تشات جي بي تي» من شركة «أوبن إيه آي»، لم تؤثر بعد في عمليات البحث الخاصة بمحركها الطاغي.

كما يظهر نمو أعمال الشركة في الحوسبة السحابية شراهة الطلب على خدمات الحوسبة والبيانات، مع تسابق كبرى شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة على بناء نماذج لغوية كبيرة، ودمج الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.

وارتفعت الإيرادات إلى 84.7 مليار دولار من 74.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، حسب ما أعلنت الشركة الأم لـ «جوجل» ، متخطية متوسط تقديرات المحللين بتحقيق الشركة 84.2 مليار دولار. وسجل صافي الدخل 23.6 مليار دولار، بارتفاع قدره 28 % في الفترة ذاتها على أساس سنوي، لتتجاوز الشركة التقديرات أيضاً بصورة طفيفة.

وقال ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي، إن الأداء «يظهر زخماً هائلاً مستمراً في البحث وتقدماً رائعاً في الخدمات السحابية، فيما تدفع مبادرات الذكاء الاصطناعي الجديدة نحو نمو جديد».

وواجه الرئيس التنفيذي انتقادات بسبب التحركات شديدة البطء في تسويق تكنولوجيا النماذج اللغوية الكبيرة، وهي في الأصل من ابتكار باحثي «جوجل» لكن روجت لها «أوبن إيه آي»، بدعم من المنافسة اللدودة «مايكروسوفت» في سياق شراكة بقيمة 13 مليار دولار.

وبالنسبة لأسهم «ألفابت»، التي شهدت تقلبات في ساعات ما بعد نهاية التداولات، فقد ارتفعت بنحو الثلث هذا العام، لتبلغ قيمتها السوقية 2.26 تريليون دولار، ما يجعلها رابع أكثر الشركات المدرجة قيمة على مستوى العالم، بعد «أبل» و«مايكروسوفت» و«إنفيديا».

ونمت إيرادات الإعلانات، التي تشكل غالبية إيرادات «جوجل»، بنسبة 11 % إلى 64.6 مليار دولار، بما يتطابق مع إجماع التوقعات. ومع ذلك، فقد تباطأ معدل النمو مقارنة بالربع السابق، ما خيب آمال المحللين. وارتفعت إيرادات الإعلانات على «يوتيوب» 13 % إلى 8.7 مليارات دولار، فيما شهدت إيرادات خدمات «جوجل كلاود» قفزة بواقع 29 % إلى 10.3 مليارات دولار.

وبالنسبة لبرنت ثيل، المحلل لدى «جيفريز»، فالنتائج «لم تكن مقنعة كما في الربع الأول، حينما تخطت الأرباح التوقعات على نطاق أوسع»، معتبراً أنها لم تحوِ «أي نتائج مثيرة».

وتعد «جوجل» من بين أولى شركات التكنولوجيا الملقبة «الرائعين السبعة» إعلاناً للنتائج، ما يعرض أرباحها للمراقبة عن كثب؛ بحثاً عن علامات تدل على ترجمة الإنفاق الباذخ للقطاع على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى إيرادات أعلى.

ومرة أخرى، ارتفع الإنفاق الرأسمالي لـ«ألفابت» إلى 13 مليار دولار، بزيادة مليار دولار مقارنة بالربع السابق، وتقريباً ضعف الـ 6.9 مليارات دولار التي تم إنفاقها في الربع نفسه من عام 2023. ويعكس هذا زيادة الاستثمار في مراكز البيانات والرقاقات الجديدة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، وكذلك لتطوير مجموعتها الخاصة من منتجات الذكاء الاصطناعي المسماة «جيميني».

وقال بيتشاي للمحللين: «نحن في المرحلة المبكرة من مجال تحويلي للغاية. ففي عالم التكنولوجيا، عندما تمر بتحولات مثل هذه، فإن خطر الاستثمار غير الكافي أكبر بكثير من المبالغة في الاستثمار»، وتابع: «إن عدم ضخ الاستثمارات لتكون في المقدمة له جانب سلبي أكثر أهمية».

رأى بيتشاي أن خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بـ «جوجل» الموجهة للعملاء تولد «مليارات» من الإيرادات الجديدة بالفعل، ويستخدمها مليونا مطور. رغم ذلك، منيت «جوجل» ببداية متعثرة في جهود دمجها الذكاء الاصطناعي في منتجاتها. كما أعلنت الشركة الأرباح بعد يوم من تخليها عن استحواذ مقترح بقيمة 23 مليار دولار على شركة ويز الإسرائيلية للأمن السيبراني، وكان من المفترض أن يكون الاستحواذ الأكبر في تاريخها.

ونشرت «فايننشال تايمز» أن أعضاء مجلس إدارة الطرفين أعربوا عن قلقهم حيال الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية المعنية بمكافحة الاحتكار. وعند تسريب الأنباء عن خوض الطرفين مراحل متقدمة من المفاوضات، كثف المشككون من ضغوطهم ضد الصفقة، وتسببوا في إلغائها في نهاية المطاف.

من جانبها، رفضت روث بورات، المديرة المالية، التعليق على أسباب انهيار المفاوضات، لكنها قالت إن «جوجل» ستواصل السعي نحو فرص لتنويع محفظتها، «إذا وجدنا المزيج المناسب من العوامل، بما في ذلك القيمة». وأضافت بورات: «ليس التدقيق التنظيمي بجديد علينا، لقد تخطينا بنجاح مراجعات تنظيمية للعديد من الصفقات الكبيرة في الماضي».

أعلنت الشركة أنها ستدفع توزيعات أرباح عن الربع الثاني بقيمة 20 سنتاً للسهم الواحد بقيمة تقارب 2.5 مليار دولار. وتأتي توزيعات الأرباح بعد مثيلاتها في الربع الأول من العام، لتحيد الشركة بذلك عن سياسة سابقة انطوت على إعادة الأموال إلى المستثمرين حصراً من خلال إعادة شراء الأسهم.

وذكرت بورات أن «جوجل» ستستثمر 5 مليارات دولار إضافية في خدمة «وايمو» الخاصة بها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، التي عملت أخيراً على توسيع عملياتها من سان فرانسيسكو إلى فينكس ولوس أنجليس وأوستن.

زر الذهاب إلى الأعلى