تطبيق ديب سيك الصيني يهز عرش أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي وإنفيديا تخسر 593 مليار دولار
كريترنيوز /متابعات /السيد محمود المتولي
حقق تطبيق ديب سيك الصيني المجاني، قفزة نوعية، وأصبح الأعلى تصنيفاً على متجر أبل في أمريكا وقضى على احتكار أمريكا للتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، ولم تعد إنفيديا الشركة الأكثر قيمة في العالم بعد خسارتها 593 مليار دولار في أكبر انخفاض في أسهمها في التاريخ.
بتكلفة زهيدة لا تتعدى الـ 6 ملايين دولار بنت شركة ديب سيك الصينية نموذجها للذكاء الاصطناعي واستخدمت رقائق انفيديا اتش 800 والتي منعت أمريكا تصديرها للصين، لكن الشركة نجحت باستخدام المواد المحدودة المتاحة وتمكنت من التفوق على عمالقة الذكاء الاصطناعي الأمريكي «أوبن إيه آي» و«غوغل ديب مايند».
ورقة بحثية
وفي حركة نادرة نشر العملاق الجديد في عالم الذكاء الاصطناعي ورقة بحثية تفصيلية توضّح كيفية بناء نموذجها، حيث يعمل بنظام «ديب سيك- في 3»، الذي يتصدر قائمة المتصدرين بين نماذج المصدر المفتوح وينافس أكثر نماذج المصدر المغلق تقدماً على مستوى العالم.
وخسرت شركة انفيديا أكثر من 593 مليار دولار من قيمتها السوقية أمس الاثنين بعد أن انخفض سهمها بنحو 17 في المائة.
وتكبدت الشركة خسائر تعادل القيمة السوقية لشركة نتفليكس أو الناتج المحلي الإجمالي لدول مثل أيرلندا أو السويد أو بلجيكا، كما خسر جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، 21 مليار دولار من صافي ثروته أمس بسبب الأسهم التي يملكها في الشركة.
وجاءت الخسائر بعد أن أصيب المستثمرون بالذعر إزاء تداعيات الذكاء الاصطناعي الصيني الجديد الذي ينافس منافسيه الأمريكيين ولكن مقابل تكلفة بسيطة.
وأثارت التطورات التي حققتها شركة ديب سك الصينية الشكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحتفظ بمركزها الريادي في السباق العالمي لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت الشركة الصينية مساعدها الذكي المجاني الأسبوع الماضي، والذي تقول إنه يستخدم شرائح انفيديا أقل مقابل جزء بسيط من تكلفة النماذج الحالية في السوق.
تفوق ديب سك
وتفوق تطبيق ديب سك على منافسه شات جي بي تي ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تنزيلًا المتاح على متجر أبل في الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم الشركة الصينية في بيان: “يعتبر ديب سك تقدمًا ممتازًا في مجال الذكاء الاصطناعي ومثاليًا لاختبار التوسع في الوقت، مضيفاً : يوضح عمل ديب سك كيف يمكن إنشاء نماذج جديدة باستخدام هذه التقنية، والاستفادة من النماذج المتاحة على نطاق واسع والحوسبة المتوافقة تمامًا مع ضوابط التصدير، فالاستدلال يتطلب أعدادًا كبيرة من وحدات معالجة الرسوميات انفيديا والشبكات عالية الأداء”.
خسائر إنفيديا
وأثرت خسائر إنفيديا وغيرها من أسهم التكنولوجيا على السوق الأوسع نطاقا، حيث انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3 في المائة وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضا بنسبة 1.5 في المائة.
وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق في سيتي إندكس: “حقيقة أن أخبار نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بديب سيك أثارت المزيد من التقلبات لسعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني يوم الاثنين مقارنة باجتماع بنك اليابان الذي مال إلى التشديد النقدي يوم الجمعة الماضي، تظهر مدى أهمية الأمر بالنسبة للمتداولين”.
ونزل المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 1.46 بالمئة أمس الاثنين متأثرا بانخفاض أسهم التكنولوجيا. وهوى سهم إنفيديا، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، 17 بالمئة، مما أدى إلى محو حوالي 593 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي أكبر خسارة في يوم واحد لأي شركة في وول ستريت.
ومع استمرار الخسائر، حاولت شركة إنفيديا العملاقة تهدئة أعصاب المستثمرين في بيان صدر بعد ظهر يوم الاثنين.
وقال بريت كينويل، محلل الاستثمار الأمريكي وفق ديلي ميل: “عادةً ما تكون أيام الاثنين هادئة بالنسبة للأسهم عندما تكون الأسواق عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، ولكن ليس اليوم، إن مجال الذكاء الاصطناعي قادر على التطور وسيستمر في التطور، وكما نرى اليوم، فإن هذه التطورات ستأتي بسرعة في بعض الأحيان.
وتابع كينويل أن تحركات يوم الاثنين هي بمثابة تذكير بأن المستثمرين بحاجة إلى البقاء على الأرض ومنضبطين مع محافظهم الاستثمارية.
وأضاف توم ستيفنسون، مدير الاستثمار في فيديليتي إنترناشيونال: “يؤكد هذا التطور على الديناميكيات المتغيرة بسرعة في مجال الذكاء الاصطناعي ومع تطور الوضع، يراقب المستثمرون عن كثب آثار هذا الاختراق على مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتوازن القوى في صناعة التكنولوجيا”.