ثغرة خطيرة في “ديب سيك” .. كيف تحوّل إلى أداة تهديد؟

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
أثارت ثغرة أمنية في نظام الذكاء الاصطناعي ديب سيك مخاوف جدية بشأن الأمن السيبراني، حيث أظهرت الاختبارات أن النظام يمكن أن يُستخدم لتوليد أكواد برمجية ضارة، على الرغم من الضمانات المضمنة لمنع سوء الاستخدام.
وقد تم اكتشاف هذه الثغرة من قبل باحثي الأمن السيبراني في شركة Tenable، الذين وجدوا أنه يمكن خداع روبوت المحادثة ديب سيك R1 لتوليد شيفرات خبيثة مثل برامج تسجيل ضغطات المفاتيح وبرامج الفدية، وذلك باستخدام صياغة ذكية للطلبات.
على الرغم من أن النظام يرفض في البداية تلبية الطلبات الضارة، إلا أنه يمكن إقناعه بذلك عند تقديم الطلب تحت ذريعة “الأغراض التعليمية”.
وباستخدام بعض التوجيهات، يستطيع النظام توليد أكواد برمجية ضارة بلغة C++، مع شرح خطوات تشغيلها. ومع أن هذه الأكواد تحتاج إلى تعديلات يدوية لتعمل بشكل كامل، إلا أنها تشكل تهديدًا محتملاً، خاصةً للأشخاص الذين يمتلكون معرفة تقنية بسيطة.
وأشار الباحثون إلى أن الكود المُولّد ليس مثاليًا ويتطلب تحسينات، ولكن مع بعض التعديلات، يمكن أن يصبح فعالًا في تنفيذ مهام ضارة مثل تسجيل ضغطات المفاتيح أو إخفاء ملفات الفدية.
وقد أظهرت الاختبارات أن ديب سيك قادر على إنشاء البنية الأساسية للبرامج الضارة، مما يجعله أداة محتملة للمتسللين الذين يمتلكون الحد الأدنى من الخبرة التقنية.
وعلى الرغم من أن ديب سيك لا يوزع برامج ضارة جاهزة للاستخدام بنقرة زر واحدة، إلا أن إمكانية تجاوز الحواجز الأمنية المضمنة فيه تثير قلقًا كبيرًا. وقد حذر الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التهديدات السيبرانية في المستقبل، خاصةً إذا تم استخدامه من قبل جهات مدعومة من الدول.
في الوقت الحالي، لا تزال البرامج الضارة المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قابلة للكشف، ولكن الخبراء يعتقدون أن هذا الوضع قد يتغير مع تطور التقنيات وزيادة تعقيد الهجمات السيبرانية.
وفي تطور جديد، أطلقت شركة OpenAI تحذيرات شديدة تجاه منافستها الصينية الناشئة، شركة ديب سيك، التي تشهد نموًا سريعًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي رسالة مفصلة مكونة من 15 صفحة موجهة إلى الحكومة الأمريكية يوم أمس الخميس، وصفت OpenAI النموذج الجديد لديب سيك، المسمى R1، بأنه تطور “ملحوظ”، مما يعكس الطموحات المتزايدة للصين في هذا المجال ويثير تسليط الضوء على حدة المنافسة بين القوى التكنولوجية العالمية.
وأكد كريس ليهان، نائب رئيس الشؤون العالمية في OpenAI، في رسالته إلى مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا الأمريكي، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بالصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن التقدم الذي أحرزته ليس واسعًا كما يُعتقد، بل إنه يضيق بفعل التطورات السريعة التي تحققها الشركات الصينية مثل ديب سيك.
يذكر أن ديب سيك تأسست عام 2023 على يد رجل الأعمال الصيني ليانغ ونفنغ، وقد أحدثت ثورة في صناعة الذكاء الاصطناعي والأسواق الأمريكية من خلال إطلاقها لنموذج R1 منخفض التكلفة في يناير الماضي.
وأعلنت الشركة أن هذا النموذج قادر على منافسة أقوى النماذج العالمية، بما في ذلك ChatGPT’s o1، ولكن بتكلفة أقل بشكل كبير.
من جهتها، لم تتردد OpenAI في انتقاد النموذج الصيني، حيث حذر ليهان من أن استخدام ديب سيك في البنى التحتية الحيوية والتطبيقات عالية الخطورة قد يشكل “تهديدًا كبيرًا”، مشيرًا إلى أن الحكومة الصينية قد تتدخل لتوجيه نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة وفقًا لأجندتها.
وفي سياق متصل، اتخذت بعض الجهات إجراءات وقائية ضد ديب سيك، حيث حذرت البحرية الأمريكية أفرادها من استخدام التطبيق، كما قامت تايوان بحظره في الوكالات الحكومية في فبراير الماضي بسبب مخاوف أمنية.
وأضاف ليهان في رسالته: “نظرًا لأن ديب سيك مدعومة من الدولة وتخضع لسيطرتها، بينما تتوفر مجانًا للمستخدمين، فإن الثمن الذي يدفعه المستخدمون هو خصوصيتهم وأمنهم”.