ناسا تُبهر العالم.. صور فضائية لا مثيل لها تُوثّق كسوفاً شمسياً فريداً

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي
تمكن مرصد ديناميكيات الشمس التابع لوكالة ناسا من التقاط صورة لكسوف نادر للشمس من الفضاء في 25 يوليو 2025.
كشفت هذه الظاهرة الفريدة، التي لا تُرى إلا من موقع المرصد، عن حوالي 62% من الشمس التي يغطيها القمر.
استمر الحدث حوالي 35 دقيقة، وكان عرضاً مذهلاً قدّم للعلماء رؤى قيّمة حول سلوك الشمس، وقد أُتيحت هذه الصور الرائعة بفضل المراقبة المستمرة التي أجراها المرصد للشمس من مدار الأرض، مما أتاح رؤية لا مثيل لها من سطحها وفق ديلي جالاكسي.
مراقبة مستمرة للظاهرة
يلعب مرصد ديناميكيات الشمس، الذي أطلقته ناسا، دوراً محورياً في دراسة الظواهر الشمسية، يقع المرصد في مدار متزامن مع الأرض، ويراقب الشمس باستمرار من منظور فريد، موفرًا بيانات عبر نطاق واسع من الأطوال الموجية. وعلى عكس أجهزة الرصد الأرضية، لا يتأثر المرصد بغلاف الكوكب الجوي، مما يتيح رصداً أوضح وأكثر تفصيلاً للنشاط الشمسي.
كان هذا الكسوف الأخير كسوفاً جزئياً لم يُرصد إلا من موقع SDO. مرّ القمر بين المركبة الفضائية والشمس، حاجباً جزءاً كبيراً من ضوء النجم مؤقتًا. التقط SDO هذا الحدث أثناء مداره، الذي يتماشى مع دوران الأرض، مما مكّنه من مراقبة الشمس باستمرار، خلال الكسوف، شهد SDO انخفاضاً مؤقتاً في ضوء الشمس، لكن أنظمة المركبة التي تعمل بالطاقة الشمسية عوّضت ذلك بشحن بطارياتها بالكامل قبل الحدث، مما يضمن سير العمل بسلاسة.
بينما يرصد مرصد سايدو بانتظام عبور القمر، برز هذا الكسوف تحديدًا لندرته وما يوفره من معلومات قيّمة عن النشاط الشمسي. كما سمح موقع المركبة الفضائية بالتقاط صورة متواصلة للغلاف الجوي للشمس، كاشفةً عن تفاصيل دقيقة لإكليلها الشمسي – تلك الطبقات من الشمس التي لا يمكن رؤيتها من الأرض إلا في ظل الظروف الخاصة للكسوف الشمسي.
الانخفاض المفاجئ في ضوء الشمس
من الجوانب المثيرة للاهتمام في كسوف 25 يوليو كيفية تعامل مرصد ديناميكيات الشمس مع الانخفاض المفاجئ في ضوء الشمس. المركبة الفضائية مزودة بألواح شمسية تُغذي أنظمتها، وقد يؤثر انخفاض ضوء الشمس على عملها. مع ذلك، خططت ناسا لهذا السيناريو. فقد شُحنت بطاريات المرصد بالكامل مسبقًا، مما يضمن استمرار المركبة الفضائية في العمل بسلاسة طوال الحدث، حتى أثناء مرورها في ظل القمر.
تُبرز قدرة المركبة الفضائية على الحفاظ على كامل وظائفها خلال هذا الكسوف التكنولوجيا المتطورة المُستخدمة على متنها، لم يُصمم مرصد الشمس الديناميكي لالتقاط الصور فحسب، بل أيضاً للبقاء في الخدمة رغم التحديات التي يُمثلها الفقدان المؤقت لأشعة الشمس. تُعد هذه الميزة أساسية للحفاظ على الرصد الشمسي المُستمر الذي أصبح سمة مميزة لمهمة المركبة الفضائية.
كسوف الشمس القادم
لفتت رصدات ناسا الأخيرة لكسوف الشمس الانتباه إلى توقيت الأحداث الشمسية المستقبلية، سيحدث الكسوف الجزئي القادم، المرئي من الأرض، في 21 سبتمبر 2025، خلال هذا الحدث، سيشاهد الراصدون في مناطق مثل نيوزيلندا وتسمانيا وأجزاء من المحيط الهندي والقارة القطبية الجنوبية ما يصل إلى 80% من الشمس محجوبة بالقمر.