تكنولوجيا

أبعد من نبتون.. أدلة جديدة على الكوكب التاسع

كريترنيوز/ متابعات /وائل زكير

ربما يكون أحد أعظم ألغاز نظامنا الشمسي على وشك الانكشاف. فقد أعلن فريق من علماء الفلك في تايوان عن اكتشاف أدلة واعدة تشير إلى وجود الكوكب التاسع، الكوكب المفترض الذي يدور في أعماق النظام الشمسي بعد بلوتو.
هذا الاكتشاف المحتمل يعتمد على بيانات مأخوذة من الأقمار الصناعية للأشعة تحت الحمراء، وهي خطوة هامة نحو إثبات وجود هذا العالم الغامض الذي طالما حاول العلماء اكتشافه.
ما هو الكوكب التاسع ولماذا يهمنا؟
فكرة الكوكب التاسع طُرحت منذ عدة سنوات لتفسير الانحرافات الجاذبية التي لوحظت في مدارات أجرام حزام كايبر، المنطقة الواقعة خلف نبتون.
حيث لاحظ العلماء تجمعات من الأجرام وراء نبتون (TNOs) وميلًا غريبًا في مداراتها، ما دفعهم لافتراض وجود كوكب ضخم غير مرئي يمارس تأثيرًا جاذبيًا قويًا.
يُعتقد أن هذا الكوكب يشبه نبتون في تكوينه، ويحتوي على الغاز والجليد، مع كتلة تقدر بين 7 و17 ضعف كتلة الأرض. لكن رصده مباشرًا صعب للغاية بسبب بعده الشاسع عن الشمس، إذ يبعد نحو 300 وحدة فلكية، أي ما يقارب عشرة أضعاف بعد نبتون عن الشمس، مما يجعله شبه غير مرئي للتلسكوبات التقليدية.
الأشعة تحت الحمراء: نافذة لرصد العوالم البعيدة
مع استحالة رؤية الكوكب في الطيف المرئي، لجأ العلماء إلى الأشعة تحت الحمراء لرصد حرارة الكوكب الذاتية. وهنا يأتي دور قمرَي IRAS وAKARI الصناعيين، اللذين رصدا السماء على نطاق واسع بالأشعة تحت الحمراء:
IRAS: أول تلسكوب فضائي للأشعة تحت الحمراء أُطلق عام 1983، وقام بمسح كامل السماء حتى عام 1986.
AKARI: القمر الصناعي الياباني الذي واصل المهمة بين عامي 2006 و2009، مراقبًا السماء بأطوال موجية بعيدة للأشعة تحت الحمراء.
البيانات المجمعة من هذين المرصدين شكلت الأساس للبحث الحديث عن الكوكب التاسع، حيث استخدم الفريق طريقة متقدمة لرصد أي جسم يتحرك ببطء شديد عبر السماء، بما يتوافق مع كوكب بعيد للغاية عن الشمس، وفقا لـ”ديلي جلاكسي”.
اكتشاف محتمل: جسم غامض يتحرك في أعماق النظام الشمسي
من خلال تحليل بيانات الأشعة تحت الحمراء، تمكن الفريق بقيادة تيري لونغ فان من جامعة تسينغ هوا الوطنية من تحديد 13 مصدرًا محتملًا، وبعد التحقق الدقيق، تبقى زوج واحد فقط من الأجسام التي تتحرك بمعدل بطيء ومتوافق مع موقع الكوكب التاسع المتوقع.
الجسم المحدد تحرك بمقدار 47.5 دقيقة قوسية خلال 23 عامًا، أي ما يقارب ضعف عرض القمر البدر في السماء. وهذه الحركة البطيئة تتوافق مع الجسم المفترض لكوكب بعيد على مسافة تتجاوز 300 وحدة فلكية.
خصائص الكوكب التاسع المحتمل
إذا تأكد أن هذا الجسم هو الكوكب التاسع، فإنه سيكون عملاقًا جليديًا مشابهًا لنبتون أو أورانوس، بدرجة حرارة شديدة البرودة تصل إلى حوالي -200 درجة مئوية. الكتلة المتوقعة تتراوح بين 7 و17 ضعف كتلة الأرض، ما يجعله أحد أكبر الأجسام في النظام الشمسي بعد الكواكب التقليدية.
مع ذلك، يظل الاكتشاف غير حاسم، إذ تم رصد الجسم حتى الآن في نقطتين فقط من مداره. للتحقق النهائي، يحتاج العلماء إلى متابعة مستمرة باستخدام أدوات أكثر حساسية، مثل كاميرا الطاقة المظلمة (DECam) على تلسكوب فيكتور إم بلانكو في تشيلي، لرصد الحركة الدقيقة وتحسين فهمهم لمسار هذا الكوكب الغامض.
اكتشاف الكوكب التاسع، إذا تأكد، سيكون لحظة تاريخية في علم الفلك، إذ سيفتح نافذة جديدة لفهم أعماق نظامنا الشمسي وأصل الأجرام البعيدة في حزام كايبر. حتى الآن، لا يزال الكوكب التاسع لغزًا محيرًا، لكنه يقترب خطوة بخطوة من الكشف النهائي بفضل تقنيات الرصد الحديثة وبيانات الأقمار الصناعية التي تجوب السماء منذ عقود.

زر الذهاب إلى الأعلى