تكنولوجيا

صورة نادرة.. صاروخ سبيس إكس يمزق وجه الشمس

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي

 

حقق صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس إنجازاً تاريخياً، ليس فقط بحمولته، بل أيضاً بالطريقة التي ظهر بها وهو يعبر الشمس في صورة آسرة لا مثيل لها حيث يبدو وكأنه يمزق وجه الشمس.

تُظهر الصورة، التي التقطها المصور الفلكي أندرو مكارثي، الصاروخ وهو يعبر طبقة كروموسفير الشمس، وهي الطبقة المضطربة شديدة الحرارة فوق سطحها مباشرةً، ويُعتقد أن هذه الصورة، التي أوردها موقع بيتا بيكس، هي الأولى من نوعها على الإطلاق، وقد أثارت بالفعل إعجاباً واسعاً في الأوساط العلمية والتصويرية.

حدث ذلك في 6 سبتمبر 2025، بينما كان معظم الناس يركزون على إطلاق ستارلينك 10-57 من كيب كانافيرال – وهي مهمة روتينية إلى حد ما تتضمن نشر 28 قمراً صناعياً في مدار أرضي منخفض – كان مكارثي يتطلع إلى شيء مختلف تماماً وفق ديلي جالاكسي.

فعلى بُعد ثمانية أميال غرب منصة الإطلاق، في أعماق محمية للحياة البرية في فلوريدا، ركّب نظامي كاميرا: أحدهما كانون R5 مزود بفلتر شمسي، والآخر، وهو أكثر تخصصاً، عبارة عن تلسكوب مضبوط على ضوء الهيدروجين ألفا وهو شريحة ضيقة من الجزء الأحمر من الطيف، مثالية لتصوير الشمس لأنها تكشف عن كروموسفير الشمس – الطبقة شديدة الغليان والنشاط فوق سطحها مباشرةً.

وهذا شيء لايُمكن رصده بالعين المجردة، أو حتى باستخدام تلسكوب عادي، ما جعل هذه الصورة قوية للغاية، كان صاروخً ينطلق بسرعة هائلة عبر بحر ديناميكي من البلازما الشمسية ، مُلتقطاً بطول موجي لا يخطر ببال معظم الناس.

علق مكارثي بحسب موقع بيتا بيكسل حيث أشار إلى “إنه اعتمد بشكل كبير على حكمة زملائه من مصوري الصواريخ الذين ساعدوه في تحديد المكان المناسب، لا يوجد تطبيق لهذا النوع من الأمور، عليك أن تفهم التوقيت، والزاوية ، وموقع الشمس ، ومسار الصاروخ ، وعشرات المتغيرات الأخرى – وفوق كل ذلك، تأمل في سماء صافية.

 

صورة آسرة

ما يجعل هذه الصورة آسرة للغاية هو الطريقة التي يبدو بها عمود الصاروخ وكأنه يمزق سطح الشمس، وفي الحقيقة هذا لا يُزعج الشمس فعلياً (فنحن لا نزال على بُعد 150 مليون كيلومتر)، ولكن في الصورة، يُحدث أثر المركبة الفضائية ما يشبه موجات صدمة في البلازما، يتناثر ضوء طيف ألفا-H خلال هذه الاضطرابات، مما يُضفي على الصورة طابعاً سريالياً ودراماتيكياً.

عمل فني علمي

تُعدّ صورة أندرو مكارثي لصاروخ فالكون 9 وهو يعبر الغلاف اللوني للشمس تقاطعًا نادرًا بين العلم والفن، وكما قال مكارثي نفسه، تُقدّم الصورة “منظورًا مختلفًا للفضاء”، يهدف إلى إثارة الفضول بمزج الجمال الجمالي بالدقة التقنية، كما كشف استخدامه لضوء الهيدروجين-ألفا عن سماتٍ للغلاف الجوي الشمسي لم تُشاهد من قبل في مثل هذا السياق، ووفقًا لمكارثي، قد تكون هذه الصورة الوحيدة من نوعها التي التُقطت على الإطلاق.

لم يكن التقاط الصورة خالياً من المخاطر، فقد سبق لمكارثي أن فقد معداته عند وضع الكاميرات على مقربة شديدة من منصة الإطلاق، ولكن هذه المرة، ومن مسافة أكثر أمانًا، سارت الأمور على ما يرام. يتطلب تصوير مركبة فضائية أمام الغلاف اللوني للشمس محاذاة شبه مثالية لمتغيرات لا حصر لها – التوقيت، والمسار، والزاوية، والطقس، والحظ.

زر الذهاب إلى الأعلى