تكنولوجيا

هل الشمس متهمة بارتفاع وتيرة الإصابة بالأزمات القلبية؟

كريترنيوز /متابعات /عماد الدين إبراهيم

الشمس مصدر الحياة والطاقة على كوكبنا، لكنها قد تكون أيضاً مصدر تهديد خفي لصحتنا، وفقاً لنتائج دراسة جديدة مثيرة للجدل تشير مقالة نُشرت في مجلة «Communications Medicine» إلى وجود علاقة بين الاضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض، الناتجة عن العواصف الشمسية، وارتفاع وتيرة الإصابة بالنوبات القلبية، مع إشارة لافتة إلى أن النساء قد يكنّ الأكثر عرضة لهذا التأثير.

 

هذه النتائج تضع قضية «الطقس الفضائي» (Space Weather) وتأثيره المحتمل على جسم الإنسان في دائرة الضوء العلمي مجدداً.

 

الذروة الشمسية

 

توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل مكثف لبيانات شبكة الصحة العامة في مدينة ساو خوسيه دوس كامبوس البرازيلية، بين عامي 1998 و2005، وهي فترة عُرفت بنشاطها الشمسي المكثف. ركز التحليل على حالات دخول المستشفيات، بسبب احتشاء عضلة القلب (النوبات القلبية)، وشمل معلومات عن أكثر من 1,300 حالة.

الأهم أن الدراسة أدرجت بيانات من مؤشر الكواكب (Kp-Index)، وهو مقياس عالمي لتقلبات المجال المغناطيسي للأرض، في التحليل الإحصائي لتحديد العلاقة الزمنية بين الاضطرابات الجيومغناطيسية والمشاكل القلبية.

 

الغاز الكوني المفتوح

 

تحدث الاضطرابات الجيومغناطيسية عندما تضرب الرياح الشمسية عالية الطاقة الغلاف المغناطيسي للأرض، ومع أن تأثير هذه الاضطرابات على الاتصالات السلكية واللاسلكية وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) معروف جيداً إلا أن تأثيرها على الصحة البشرية ظل سؤالاً علمياً مفتوحاً.

أشارت دراسات سابقة أُجريت في نصف الكرة الشمالي منذ السبعينيات إلى أن الجسيمات المغناطيسية المنبعثة من الشمس قد تؤثر على الجهاز القلبي الوعائي، وتشمل التفسيرات المحتملة التي تطرحها هذه الأبحاث:

 

هل النساء أكثر عرضة للخطر؟

 

تُعد هذه الدراسة البرازيلية هي الأولى، أو على الأقل واحدة من الدراسات القليلة، التي تشير بوضوح إلى أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة للاضطرابات الجيومغناطيسية من الرجال في ما يتعلق بخطر النوبات القلبية.

ويشير الباحثون إلى أن المقالة لم تستكشف أسباب هذه الظاهرة، مؤكدين أنه لا توجد منشورات مهمة في الأدبيات العلمية تفسر هذا التفاوت بين الجنسين، ما يترك الباب مفتوحاً واسعاً أمام الدراسات المستقبلية لكشف هذا السر.

 

العلم يحذر

 

على الرغم من أهمية النتائج يحرص الباحثون على عدم إثارة القلق. هذه الدراسة رصدية، وأُجريت في مدينة واحدة، وحجم العينة فيها لا يزال صغيراً نسبياً للأسئلة الطبية الكبرى، ومع ذلك يؤكد الباحثون أن هذه النتائج «تمثل نتيجة تجريبية ذات أهمية افتراضية لا ينبغي تجاهلها في السياق العلمي».

في ظل التقديرات التي تشير إلى أننا نمر حالياً بـ«الذروة الشمسية» لدورة النشاط المغناطيسي الشمسي، التي تستمر 11 عاماً، يشدد العلماء على أهمية تطوير القدرة على التنبؤ بدقة بحدوث الاضطرابات المغناطيسية الأرضية.

 

إذا تأكد تأثير هذه الاضطرابات على القلب بشكل قاطع فسيتمكن العلماء من وضع استراتيجيات وقائية من منظور الصحة العامة، وخاصة للأفراد، الذين يعانون بالفعل من مشاكل في القلب، لحمايتهم من تأثير عواصف الشمس الهادئة والخطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى