كيف تسرق «قطع الغيار المقلدة» حياتك ومحفظتك؟

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
في كل مدينة، وفي زوايا ورش الصيانة وعلى منصات البيع الإلكتروني، يتربص خطر خفي لكنه قاتل، يهدد سلامة الآلاف من المركبات وراكبيها: إنه شبح قطع الغيار المقلدة أو «المزيفة». هذه القطع ليست مجرد نسخ رخيصة، بل هي «قنابل موقوتة» مصنوعة لكي تفشل، تمثل تحدياً كبيراً وانتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية، وتشكل خطراً شديداً يهدد أمان القيادة.
هاجس عالمي
هذا الخطر بات هاجساً يقض مضاجع عمالقة صناعة السيارات حول العالم، حيث تُقدر خسائر قطاع الصناعة سنوياً بنحو 12 مليار دولار جراء عمليات التقليد والتزييف، وفقاً لتقديرات منظمة تحالف الدول لمكافحة التزوير. وتكمن الكارثة الحقيقية لقطع الغيار المقلدة في فشلها المفاجئ، خصوصاً تلك المرتبطة بـ أنظمة السلامة الحيوية في السيارة. إنها «أجزاء مصممة للفشل»، لا تخضع لاختبارات الجودة أو معايير السلامة الصارمة التي تفرضها الشركات المصنعة الأصلية.
خطر المكابح
أخطر القطع التي يجب الحذر منها هي المكابح (الفرامل) وعناصر التوجيه: يعد فشل لُقم أو أقراص المكابح المقلدة أو مكونات التوجيه خطراً مميتاً. فقد صُنعت بعض بطانات المكابح المزيفة من مواد رديئة (مثل نشارة الخشب أو الورق المقوى المضغوط) لا يمكنها تحمل الإجهادات والحرارة العالية، مما يقلل من قدرة السيارة على التوقف الآمن، ويزيد من فرص وقوع حوادث مميتة. بجانب الوسائد الهوائية (Airbags) قد لا تنتفخ وسادة الهواء المقلدة عند وقوع حادث على الإطلاق، أو قد تنتفخ بشكل خاطئ، مما يزيد من الإصابات بدلاً من حماية الركاب. بجانب الإطارات المقلدة و تكون هذه الإطارات أكثر عُرضة للانفجار المفاجئ على الطريق بسبب رداءة التصنيع، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة وانقلاب السيارة.
الثمن الحقيقي
يغري السعر المنخفض لهذه القطع الكثيرين، لكن الخبراء يؤكدون أن التوفير على المدى القصير هو في الواقع تكلفة باهظة على المدى الطويل. ويمكن قد يتسبب فلتر زيت مقلد رديء، لا يستطيع تحمل ضغوط التشغيل، في السماح للشوائب بالدخول إلى المحرك. هذا الضرر يمكن أن يتطلب إصلاحات تزيد تكلفةً عن قيمة السيارة نفسها في بعض الأحيان.
يؤدي استخدام قطع غيار غير أصلية إلى إبطال ضمان السيارة، مما يحرم العميل من حقوقه ويجعله مسؤولاً عن تكاليف جميع الإصلاحات المستقبلية. ويقلل استخدام قطع غيار غير أصلية من قيمة السيارة بشكل كبير عند إعادة البيع.