تكنولوجيا

«ستارلينك» إيلون ماسك تواصل تحطيم الأرقام القياسية

كريترنيوز /متابعات /عماد الدين إبراهيم

 

في سباقها الجنوني لغزو الفضاء أطلقت سبيس إكس صاروخ «فالكون 9» للمرة الـ125 خلال عام 2025، لتؤكد هيمنتها المطلقة على سوق الإطلاق العالمي.

 

الهدف واضح؛ تحويل مدار الأرض إلى شبكة ضخمة من أقمار «ستارلينك»، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، التي باتت تشكل ثلثي المركبات الفضائية النشطة حالياً!

 

فالكون 9

في مشهد أصبح مألوفاً، ولكنه لا يزال ملهماً، انطلق صاروخ فالكون 9 بنجاح مبهر اليوم، 3 أكتوبر، في تمام الساعة 10:06 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:06 بتوقيت جرينتش)، حاملاً دفعة جديدة من أقمار ستارلينك الصناعية.

من قلب قاعدة فاندنبرج الفضائية في كاليفورنيا، ارتفع الصاروخ لتحقق سبيس إكس إنجازاً تاريخياً: الوصول إلى 125 عملية إطلاق عملية خلال عام واحد.

هذا الرقم لا يمثل فقط تفوقاً تقنياً، بل يؤكد على تحول جذري في وتيرة النفاذ إلى الفضاء.

 

هيمنة ستارلينك ماسك

كانت هذه المهمة مخصصة بالكامل لتعزيز كوكبة ستارلينك، حيث حمل الصاروخ 28 قمراً صناعياً من الجيل الجديد.

تم نشر الحمولة بنجاح في مدار أرضي منخفض (LEO) بعد حوالي 62.5 دقيقة من الانطلاق.

الأرقام هنا تتحدث عن نفسها لتؤكد الطموح الهائل لشركة إيلون ماسك، فلديها أكثر من 8500 مركبة فضائية نشطة، تابعة لبرنامج ستارلينك، تدور حالياً حول الأرض.

بالنظر إلى إحصاءات وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، التي تشير إلى وجود حوالي 12500 قمر صناعي عامل من أي نوع في المدار، فإن هذا يعني أن اثنتين من كل ثلاث مركبات فضائية عاملة حالياً هي أقمار ستارلينك!

من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير، حيث من المقرر تخصيص أكثر من 70% من عمليات إطلاق فالكون 9 لعام 2025 بالكامل لبناء شبكة ستارلينك.

 

هبوط تاريخي

استمراراً لنموذج سبيس إكس، المتمثل في إعادة الاستخدام، عادت المرحلة الأولى المعززة من صاروخ فالكون 9 (المعروفة بالتصميم B1097) إلى الأرض بنجاح بعد ثماني دقائق فقط من الإطلاق.

هبطت الرحلة على متن السفينة الذكية «بالطبع ما زلت أحبك» (Of Course I Still Love You) في المحيط الهادئ، وكانت هذه العملية هي الثانية لهذا المعزز تحديداً، ما يثبت مجدداً موثوقية نموذج الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام الذي تعتمد عليه الشركة.

لقد غيرت سبيس إكس المفهوم التقليدي لرحلات الفضاء؛ فبدلاً من صواريخ تُستخدم لمرة واحدة، أصبحت عمليات الإطلاق الـ125 لهذا العام تشبه جدول رحلات شركة طيران منتظمة، مدفوعة بالتصميم الهندسي القابل للتكرار.

تسعى ستارلينك لتوفير الإنترنت عالي السرعة، وبزمن وصول منخفض، إلى المناطق النائية والبعيدة، ما يكسر احتكار شركات الاتصالات التقليدية.

لكن قد يؤدي الازدياد الهائل في عدد الأقمار الصناعية إلى زيادة مخاوف العلماء بشأن ازدحام المدارات القريبة، وارتفاع خطر الاصطدامات التي تولد «الحطام الفضائي».

بإطلاقها الـ125 لم تحتفل سبيس إكس فقط برقم قياسي جديد، بل أعلنت أن عصر هيمنة ستارلينك على مدار الأرض قد بدأ بالفعل، لتدخل البشرية في مرحلة جديدة من الاعتماد على الفضاء في حياتها اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى