بعد 33 مليار سنة.. نظرية جديدة تكشف لحظة الانسحاق العظيم للكون

كريترنيوز /متابعات /السيد محمود المتولي

حقوق الصورة: كانفا

من نظريات التمدد اللانهائي إلى مفهوم “الانسحاق العظيم” الكوني، سعى العلماء طويلاً لفهم نهاية الكون كيف ستكون؟
تتحدى دراسة حديثة نُشرت في مجلة arXiv الاعتقاد السائد منذ عقدين بأن الكون سيتمدد إلى الأبد وهي نظرية استندت إلى افتراض أن الثابت الكوني – وهو المصطلح في معادلات أينشتاين للمجال الذي يمثل كثافة طاقة الفضاء – موجب، وكان يُعتقد أن هذا الثابت الموجب هو الذي يُحرك تسارع تمدد الكون.
وكما يوضح الفيزيائي هنري تاي : “على مدى العشرين عاماً الماضية، اعتقد الناس أن الثابت الكوني إيجابي، وأن الكون سوف يتوسع إلى الأبد”.
تشكك الأبحاث الحديثة في هذا الاعتقاد السائد، وتشير البيانات الجديدة إلى أن الثابت الكوني قد يكون سالباً. إذا كان الأمر كذلك، فسيتباطأ تمدد الكون في النهاية وينعكس، مما يؤدي إلى انكماش هائل بدلًا من تمدد لا نهائي.
يقول تاي : “تشير البيانات الجديدة إلى أن الثابت الكوني سلبي، وأن الكون سينتهي بأزمة كبيرة.”
الطاقة المظلمة
الطاقة المظلمة من أكثر مكونات الكون غموضاً ويُعتقد أن هذه القوة الافتراضية مسؤولة عن تسارع تمدد الكون، ومع ذلك، لا تزال طبيعة الطاقة المظلمة غير مفهومة .
أشارت النماذج التقليدية إلى أن الطاقة المظلمة ظلت ثابتة بمرور الوقت. ومع ذلك، أشارت الملاحظات الحديثة إلى احتمال تطور الطاقة المظلمة، منحرفةً عن النموذج البسيط للقوة الثابتة.
يشير النموذج الذي قدمه تاي وزملاؤه إلى أنه مع تراجع تأثير المحور، قد يتولى الثابت الكوني السلبي زمام الأمور، مما يؤدي إلى توقف توسع الكون وبدء الانكماش.
أزمة كبيرة.. كيف سيبدو ذلك؟
طُرح مفهوم الانكماش الكبير – حيث ينكمش الكون إلى نقطة تفرد – لعقود. مع ذلك، لم تُحدد النماذج السابقة جدولًا زمنيًا واضحًا لتوقيت حدوث هذا الانهيار.
تشير النتائج إلى نهاية الكون بعد حوالي 33 مليار سنة، وبمجرد توقف تمدد الكون، سيبدأ الانكماش، وسيحدث بسرعة أكبر بكثير من تمدده الأولي.
بينما لا يزال الجدول الزمني تخمينياً، فإن أهمية هذا النموذج هائلة. إذا استمرت الطاقة المظلمة في التطور كما هو متوقع، فسيواجه الكون في النهاية مرحلة انكماش قد تؤدي إلى “انسحاق كبير”، حيث تنهار المادة بأكملها مجددًا إلى حالة التفرد.
وستكون سرعة هذا الانكماش أسرع بكثير من التمدد التدريجي الذي نلاحظه اليوم، مما يشير إلى تحول جذري في مسار الكون المستقبلي.
فكرة النهاية
تُعدّ فكرة أن عمر الكون قد يكون محدوداً نقلة نوعية في فهمنا لعلم الكونيات، لقرون، فقد اعتقد الكثيرون أن تمدد الكون سيستمر إلى ما لا نهاية، ومع ذلك، إذا كان نموذج تاي صحيحاً، فقد يقتصر عمر الكون الإجمالي على 33 مليار سنة.