تكنولوجيا

كويكب بحجم برج إيفل يقترب من الأرض.. حدث سماوي لا يتكرر إلا كل 7500 عام

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي

 

تشهد سماء الأرض حدثاً فلكياً استثنائياً في 13 أبريل 2029، لا يتكرر إلا كل 7500 عام، عندما يمر كويكب يُدعى 99942 أبوفيس بحجم برج إيفل على بُعد 30 ألف كيلومتر من كوكبنا، أي أقرب من العديد من الأقمار الصناعية، ولأول مرة في تاريخ البشرية، سيُرى جسم قريب من الأرض بهذا الحجم بالعين المجردة، مما سيأسر أنظار المراقبين في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا وأجزاء من آسيا .

أُعلن عن أبوفيس كتهديد كوكبي محتمل عام 2004، وأثار موجة من القلق الدولي بعد أن كشفت الحسابات الأولية عن احتمال اصطدام بنسبة 2.7% عام 2029. وقد وضع هذا الرقم أبوفيس في المستوى الرابع على مقياس تورينو لخطر الاصطدام، وهو أعلى تصنيف مُنح آنذاك. وبدا اسم الجسم المشؤوم، المُستعار من إله الفوضى والظلام المصري ، مُناسباً.

بعد مرور ما يقرب من عقدين من الزمن، استبعد علماء الفلك منذ ذلك الحين أي تصادم خلال المائة عام القادمة على الأقل، ومع ذلك، فبينما تراجع الخطر ازداد الغموض العلمي حول أبوفيس عمقاً.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2024 ونُشرت في مجلة علوم الكواكب ، فإن اقتراب أبوفيس من الأرض سيغير مساره المداري بشكل كبير، مساره الحالي، المصنف كمدار من نوع أتين – وهو مدار يقع معظمه داخل مدار الأرض – سيتحول إلى مدار من نوع أبولو، والذي يمتد إلى ما وراء مسار كوكبنا حول الشمس. يعود هذا التغيير إلى تأثير جاذبية الأرض، والذي من المرجح أن يؤثر أيضاً على معدل دوران الكويكب وبنية سطحه.

وفي حديثه في مؤتمر يوروبلانيت للعلوم، أكد ريتشارد بينزل، عالم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومبتكر مقياس تورينو: “لم يعد أبوفيس يُشكل تهديداً. لكنها أقرب نظرة سنحصل عليها لكويكب كبير دون إرسال بعثة مأهولة”.

يستعد العلماء لتحويل الحدث إلى تجربة طبيعية في ديناميكيات الكواكب، باستخدام أبوفيس كمنصة اختبار لاستكشاف مرونة الكويكب وبنيته الداخلية – وهي بيانات أساسية لاستراتيجيات الدفاع الكوكبي في المستقبل.

الملايين سوف يرون الحدث التاريخي

إلى جانب إمكاناته العلمية، يُعدّ أبوفيس حدثاً سماوياً فريداً من نوعه، تحت سماء صافية، قد يشاهده المشاهدون في غرب أوروبا وشمال أفريقيا ساطعاَ كنجوم الدب الأكبر، وخلافًا للشهب النموذجية التي تحترق في الغلاف الجوي، سيظهر أبوفيس كنجم سريع الحركة على قوس مرئي يستمر لعدة دقائق – وهو مشهد يقول علماء الفلك إنه لن يتكرر إلا بعد 7500 عام .

كما أن قرب الكويكب يجعله داخل مدار العديد من الأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض، مما يدفع وكالات الفضاء إلى مراقبة مروره عن كثب، ورغم عدم وجود خطر اصطدام، إلا أن مروره قد يؤثر على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية أو يُؤدي إلى قراءات خاطئة في بيانات التتبع.

زر الذهاب إلى الأعلى