تكنولوجيا

عالم فيزيائي: أقمار ستارلينك لإيلون ماسك قد تسبب كارثة على الأرض

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير

حذر عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل من المخاطر الكبيرة التي قد تسببها أقمار ستارلينك الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس، والتي تطلق بأعداد ضخمة إلى مدار الأرض المنخفض. فقد يؤدي سقوط أو تحطم بعض هذه الأقمار إلى تراكم الحطام الفضائي، ما يعرف بـ متلازمة كيسلر، ويحوّل المدار المنخفض إلى فوضى تهدد الأقمار الأخرى.

كما حذر العلماء من التأثيرات البيئية المحتملة، حيث تتحلل المعادن المستخدمة في الأقمار عند إعادة دخول الغلاف الجوي، وتنتشر في طبقة الستراتوسفير، ما قد يضر بطبقة الأوزون ويزيد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة على سطح الأرض.

رغم ذلك، دافعت سبيس إكس عن أقمارها، مؤكدة أنها مصممة لتحترق عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، مع العمل على إزالة الأقمار القديمة بأمان.

وأشار ماكدويل إلى أن تساقط هذه الأقمار أو تحطمها قد يسبب أضراراً لطبقة الستراتوسفير، بما في ذلك طبقة الأوزون، مما قد يزيد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تصل إلى سطح الأرض، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات سرطان الجلد وإعتام عدسة العين وأضرار أخرى للبشر.

ويوجد حاليا أكثر من 25 ألف قطعة من الحطام المدار حول الأرض، تتضمن أقمارا صناعية ميتة، ومراحل صواريخ مستهلكة، وشظايا من الاصطدامات السابقة.

حاليًا، تعمل حوالي 8000 قمر صناعي من أقمار ستارلينك في السماء، ومن المتوقع إطلاق آلاف أخرى خلال السنوات المقبلة، ليس فقط من سبيس إكس، بل أيضًا من شركات ودول أخرى. فقد أطلقت الشركة وحدها أكثر من 2000 قمر صناعي هذا العام، وفق موقع SpaceFlight Nation.

في عام 2023، حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية من أن أقمار ستارلينك قد تسبب إصابات خطيرة أو حتى الوفاة بحلول عام 2035، إذا خرجت عن المدار أو تحطمت. وأوضح تقرير الإدارة أن نحو 28 ألف قطعة من الأقمار الصناعية الخارجة من المدار قد تظل موجودة بعد إعادة دخولها الغلاف الجوي خلال السنوات المقبلة.

ورغم ذلك، دافع ماسك عن أقمار شركته، واصفا التحذيرات بأنها “سخيفة وغير دقيقة”.

وقالت سبيس إكس إن الأقمار مصممة لتحترق بالكامل عند إعادة دخول الغلاف الجوي، إلا أن الشركة نفسها لاحظت أن بعض الأقمار القديمة لا تتحلل بالكامل، خصوصًا تلك المصممة لدوران خمس سنوات.

وأكدت الشركة أن إزالة الأقمار الصناعية القديمة بشكل آمن من المدار هو إجراء ضروري للحفاظ على سلامة الفضاء.

ويشير ماكدويل إلى أن زيادة أعداد الأقمار الصناعية، مع وجود دورة حياة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات، ستؤدي إلى عمليات إعادة دخول يومية تصل إلى خمس مرات في السنوات المقبلة، وهو ما يزيد احتمال تعرض الأرض لمتلازمة كيسلر.

متلازمة كيسلر هي سيناريو نظري يتسبب فيه تراكم الحطام في الاصطدامات المتسلسلة بين الأقمار الصناعية، مما يخلق كميات هائلة من الشظايا الفضائية.

أوضح ماكدويل أن فقدان أي قمر صناعي من أقمار ستارلينك، حتى بنسبة صغيرة تصل إلى واحد بالمئة أي حوالي 300 قمر، قد يؤدي إلى حدوث سلسلة من الاصطدامات في مدار الأرض المنخفض، ما يُعرف بـ متلازمة كيسلر، حيث يتحول المدار إلى فوضى من الحطام الفضائي تهدد الأقمار الأخرى.

وأضاف أن منطقة الفضاء بين 600 و1000 كيلومتر مملوءة بالفعل بمراحل صواريخ قديمة وحطام متنوع، مما يزيد من احتمالية الاصطدامات.

 

كما أشار ماكدويل إلى الأقمار الصناعية الصينية التي تعمل في مدارات عالية تزيد عن 1000 كيلومتر، محذرا من أن أي حادث في هذا الارتفاع قد يكون كارثًا، لأن الغلاف الجوي لن يستطيع سحب الشظايا المنطلقة إلى الأسفل لعدة قرون، بينما لم توضح الصين أي خطة لإزالة هذه الأقمار القديمة من الخدمة.

ولا تقتصر المخاطر على الاصطدامات والحطام فحسب، بل تشمل التأثيرات البيئية على الغلاف الجوي. فعند إعادة دخول الأقمار الصناعية إلى الغلاف الجوي، تتحلل بعض المعادن المستخدمة فيها، مثل الألومنيوم والليثيوم والنحاس، وتنتشر على شكل جسيمات دقيقة في طبقة الستراتوسفير.

وأظهرت دراسة حديثة أن هذه الجسيمات قد تصل إلى نصف محتوى حمض الكبريتيك في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، ما قد يؤثر على طبقة الأوزون.

وأوضح الباحث دانييل مورفي من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الألومنيوم المستخدم في الأقمار قد يتحول إلى مركبات تتفاعل مع كلوريد الهيدروجين، مكونة كلوريد الألومنيوم الذي يتحلل تحت الضوء ويطلق الكلور لتدمير الأوزون، مما يزيد احتمالية حدوث سحب قطبية ضارة.

 

وقد أبدى العلماء قلقهم من أن هذه التأثيرات غير واضحة بدقة حتى الآن، وأن النتائج المستقبلية قد تحمل مخاطر غير متوقعة للبشرية والبيئة، وفقا لـ “ديلي ميل”.

وأشار آدم ميتشل، مهندس المواد في وكالة الفضاء الأوروبية، إلى أهمية الاقتصاد الدائري في الفضاء، بما يشمل إعادة التزود بالوقود، والإصلاح، وإعادة التدوير، والتصنيع داخل الفضاء، كاستراتيجية طويلة الأجل للحفاظ على سلامة المدار الأرضي.

من جهته، قال بيير ليونيت، المدير الإداري لشركة ASD Eurospace: “علينا أن نتساءل عما إذا كانت سبيس إكس تخلق مشكلة كبيرة بعد 30 عامًا من الآن”. وأضاف ماكدويل أن حالة عدم اليقين كبيرة، وأن التأثيرات المحتملة على الغلاف الجوي العلوي ما زالت غير محسومة، مما يثير مخاوف جدية حول المستقبل القريب للفضاء والبيئة الأرضية.

مع هذا التصاعد في عدد الأقمار الصناعية، سواء من سبيس إكس أو شركات أخرى مثل أمازون التي تهدف لإطلاق أكثر من 3200 قمر صناعي ضمن مشروع Amazon Kuiper، يبدو أن خطر تراكم الحطام الفضائي وتأثيراته البيئية أصبح واقعا ملموسا يحتاج إلى متابعة دقيقة وتنظيم دولي صارم للحفاظ على سلامة الأرض والفضاء على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى