ومضات غامضة من القمر.. إشارات تُربك العلماء وتثير تساؤلات

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي
من ومضات سريعة إلى توهجات خافتة تبقى لفترة أطول، رُصدت أضواء غريبة على القمر لقرون، تُعرف هذه الأضواء باسم الظواهر القمرية العابرة، ولا تزال تُثير جدلاً في الأوساط العلمية حتى اليوم.
بعض هذه الأضواء تختفي في لمح البصر، والبعض الآخر يدوم لدقائق، أو حتى ساعات، وفقاً لتقارير سابقة. وبينما حُددت بعض الأسباب الواضحة، لا تزال أسباب أخرى مفتوحة. ما الذي يحدث هناك حقاً؟
قد يبدو القمر ساكناً وهادئاً من الأرض، لكن الجهود الأخيرة باستخدام كاميرات حديثة ورصد طويل المدى تشير إلى أنه أكثر نشاطاً مما يبدو. وقد ساعدت برامج مثل NELIOTA ، بدعم من وكالة الفضاء الأوروبية ، في تسليط الضوء “حرفياً” على بعض هذه الومضات وأسبابها.
يُعتقد أن العديد من أقصر ومضات TLPs، تلك الومضات التي لا تتجاوز الثانية ، ناتجة عن اصطدام النيازك بالقمر. عندما يصطدم جسم بحجم كرة البلياردو (أو أثقل) بسطح القمر، يمكن أن يُسخّن الصخرة بما يكفي لجعلها تتوهج لثانية أو ثانيتين. يحدث ذلك بسرعة، ولكنه مرئي إذا راقبته عن كثب.
وفقًا لماساهيسا ياناجيساوا ، الذي درس هذه الومضات لسنوات، فقد خمن الناس حدوثها منذ زمن طويل، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيدها إلا في تسعينيات القرن الماضي. والمفتاح؟ كاميرات الفيديو عالية السرعة ، التي استطاعت التقاط الحدث. مع ذلك، كان على العلماء توخي الحذر، فقد تلتقط كاميرا واحدة فقط تشويشاً، لذا كان على محطات متعددة أن تلتقط نفس الومضة في الوقت نفسه لاعتبارها حقيقية.
منذ ذلك الحين، رصد مشروع نيليوتا ما يقرب من 200 ومضة اصطدام قمرية مؤكدة، وشُوهدت العديد منها في منطقة محيط العواصف، لكن أليكسيوس لياكوس، عالم المشروع ، يُرجع ذلك إلى أن بعض المناطق تحظى بمراقبة أكثر من غيرها.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2024، شارك في تأليفها، أن النيازك ضربت القمر بالتساوي تقريباً في جميع أنحائه.
غاز متوهج
قد يكون مصدر بعض الأضواء الأطول عمراً، والتي تبقى لبضع دقائق، غاز الرادون المتسرب من تحت السطح. في دراستين أُجريتا عامي 2008 و2009، أشار العلماء إلى أنه عندما تُحدث الزلازل القمرية هزات، قد تنفجر جيوب من غاز الرادون، ومع تحلل هذا الغاز المشع، يُصدر توهجًا يُمكن رؤيته من الأرض.
تميل هذه الأضواء إلى الظهور في الأماكن التي يكثر فيها غاز الرادون، مما يدعم فكرة أن هذه الظواهر المتوهجة ليست سطحية فحسب، بل تأتي من داخل القمر.
صحيح أنها ليست نشاطاً بركانياً تماماً، لكنها تذكير بأن القمر ليس مجرد صخرة باردة ميتة.
وفقًا لموقع لايف ساينس ، يُعدّ هذا النوع من انبعاث الغازات أحد التفسيرات الأكثر إقناعًا لظاهرة TLPs متوسطة الطول. كما يُشير إلى احتمال أن يكون باطن القمر لا يزال يحمل أحداثاً أكثر مما كنا نعتقد.
ماذا عن الأضواء الطويلة ؟
هناك أيضاً حالات غريبة، وهي حالات يُفترض أنها تستمر لساعات، أشهرها ما حدث عام 1787، عندما ادعى ويليام هيرشل أنه رأى ضوءًا ساطعًا يتوهج على الجانب المظلم من القمر طوال الليل.
تشير إحدى النظريات، المستمدة من دراسة أُجريت عام 2012، إلى أن الرياح الشمسية القادمة من الشمس قد تشحن الغبار القمري وترفعه إلى سُحب ضخمة، يصل ارتفاعها إلى 100 كيلومتر ، قد تكسر سُحب الغبار هذه الضوء القادم من النجوم القريبة، مما يُوحي بتوهج شيء ما على القمر.
لكن ليس الجميع مُقتنعاً
يقول أليكسيوس لياكوس، الذي يراقب الجانب المظلم من القمر عن كثب منذ عام2017، إنه لم يرَ قط وميضاً يدوم لأكثر من بضع ثوانٍ. وماذا عن الأضواء الأطول التي تظهر؟ يقول: “الأقمار الصناعية تعبر القمر”. لا شيء غامض هناك.
هناك تفسيرات للومضات القصيرة وتوهجات الغاز ، إلا أن تلك الأحداث المتوهجة الطويلة لا تزال موضع جدل، وربما تكون مجرد خدع ضوئية، أو مجرد أخطاء في تحديد الهوية، لكن هناك أمرٌ واحد مؤكد: كلما رأيت ضوءاً على القمر، فالأمر يستحق النظر إليه عن كثب وفق ديلي جالاكسي.