تكنولوجيا

هل بدأت حقبة «التفاؤل التكنولوجي» بعد تراجع المخاوف الصينية؟

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم

 

شهدت الأسواق العالمية انتعاشاً ملحوظاً، تقوده أسهم قطاع التكنولوجيا العملاقة، وذلك بعد تراجع مؤقت وملموس في حدة المخاوف الجيوسياسية والتجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، الولايات المتحدة والصين. هذا التحول الإيجابي أعاد الثقة إلى المستثمرين، الذين وجدوا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نقطة ارتكاز قوية تتجاهل تقلبات التضخم والمصارف.

 

تراجع شبح الحرب التجارية

النبأ الأكثر تأثيراً في صعود الأسواق هو التفاؤل الحذر بشأن العلاقات الأمريكية – الصينية. فبعد أسابيع من التهديدات المتبادلة وتصعيد القيود على الصادرات التكنولوجية، ظهرت مؤشرات على انفراجة وشيكة عقب تأكيد عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، خلال جولة ترامب الآسيوية، كان بمثابة إشارة «تهدئة» حاسمة للأسواق. وتعد أسهم التكنولوجيا الأكثر حساسية للتطورات التجارية، نظراً لاعتمادها الكبير على سلاسل التوريد الصينية والأسواق الآسيوية. لذلك، أي إشارة على استقرار العلاقات غالباً ما تؤدي إلى ارتداد قوي في تلك الأسهم، كما حدث مع ارتفاع أسهم شركات مثل آبل، وإنفيديا، وألفابت.

 

الأسواق الآسيوية تتفاعل

انعكس التفاؤل فوراً على الأسواق الآسيوية، حيث قاد قطاع التكنولوجيا مؤشر MSCI لآسيا للارتفاع، وسجلت أسهم مثل إس كيه هاينكس قفزات ملحوظة.

فيما يقود الرالي قوة الأرباح الذكية والإنفاق على الـ AI، حيث لعبت شركات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات (TMT) دور «القاطرة» في دفع المؤشرات الرئيسية، رغم استمرار التحديات الاقتصادية.

الإنفاق المستمر على تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي يغذي النمو الأساسي في أرباح الشركات الكبرى. فعلى الرغم من التوترات، أظهر موسم أرباح الشركات التكنولوجية نتائج تجاوزت التوقعات، ما وفر أساساً متيناً للصعود. وول ستريت بشكل عام تتجاهل إلى حد كبير المخاوف المتعلقة بارتفاع أسعار النفط أو بيانات التضخم المنتظرة.

التفاؤل بوجود مجال لمزيد من التيسير النقدي (خفض أسعار الفائدة) يدعم التقييمات المستقبلية لأسهم النمو، وفي مقدمتها أسهم التكنولوجيا. كما أن خطط إدارة ترامب لتقديم حوافز لتقنيات الحوسبة الكمية تعزز من موجة الصعود في قطاع التكنولوجيا، ما يعكس البعد الجيوسياسي الذي يحرك الأسواق نحو الريادة التكنولوجية.

 

التضخم والفيدرالي

على الرغم من موجة التفاؤل التي أطلقتها أسهم التكنولوجيا، يسيطر «تفاؤل حذر» على المستثمرين. حيث تترقب الأسواق بحذر بالغ بيانات التضخم لأنه من المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي. ستقدم هذه البيانات دليلاً حاسماً لمسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقرار سعر الفائدة لأن الأسواق استوعبت تقريباً احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقبل، لكن أي مفاجأة في بيانات التضخم قد تقلب الطاولة وتعيد الضغط على الأسهم لصالح الدولار.

يجمع المحللون على أن مزيجاً من تراجع التوترات التجارية المؤقت، ونمو الأرباح المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمثل أساساً قوياً للأسهم الأمريكية حالياً. لكن استمرار الصعود يعتمد بشكل كبير على ما ستسفر عنه المحادثات الأمريكية – الصينية، ومدى نجاح الفيدرالي في إدارة ملف التضخم دون خنق النمو.

زر الذهاب إلى الأعلى