فشل عالمي وشيك في سباق الطاقة النظيفة

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
أطلقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ناقوس الخطر، مؤكدة أن العالم لا يزال بعيداً بشكل كبير عن المسار الصحيح لتحقيق هدفه الطموح بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وهو التزام دولي أساسي انبثق عن مؤتمر الأطراف (COP28) في دبي.
نمو قياسي لا يوازي الطموح
ويشير التقرير الأخير للوكالة إلى أن النمو القياسي الذي تحقق في السنوات الماضية، رغم أهميته، ليس كافياً لضمان الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية.
الهدف العالمي الذي اتفق عليه قادة العالم يتطلب الوصول بالقدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى 11.2 تيراواط بحلول عام 2030. ولتحقيق هذه القفزة الهائلة، يجب أن ينمو القطاع بمعدل سنوي مركب لا يقل عن 16.4% بدءاً من الآن.
لكن حتى الآن التقدم بطيء جداً رغم أن عام 2023 شهد نمواً قياسياً في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة، إلا أن هذا النمو ما زال متخلفاً عن الوتيرة المطلوبة.
عجز ضخم متوقع
إذا استمر العالم على مسار النمو الحالي، فمن المتوقع أن يواجه عجزاً بمقدار 1.5 تيراواط عن الهدف المنشود لعام 2030. وإذا استمر معدل النمو السنوي في التباطؤ، فقد نصل إلى 7.5 تيراواط فقط بحلول 2030، أي أقل بثلث تقريباً من الهدف.
يؤكد خبراء «آيرينا» أن التحدي لم يعد في ابتكار التكنولوجيا، حيث أصبحت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي «الخيار الأرخص» لإضافة محطات طاقة جديدة في معظم دول العالم. العقبات تكمن في الجوانب التنظيمية والتمويلية:
صعوبات التمويل (الفجوة الاستثمارية): لتحقيق الهدف، يجب زيادة الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة إلى ما لا يقل عن 1.4 تريليون دولار أمريكي سنوياً من عام 2025 وحتى 2030، وهو ما يزيد بأكثر من الضعف عن المبلغ الذي تم استثماره أخيراً (حوالي 624 مليار دولار). وتتركز الفجوة التمويلية الأكبر في البلدان النامية.
تواجه مشاريع الطاقة المتجددة الكبرى، خصوصاً طاقة الرياح البحرية، تحديات ضخمة في ربطها بشبكات الكهرباء القديمة وتحديث البنية التحتية لنقل هذه الكميات الهائلة من الطاقة.
تعيق الإجراءات الطويلة والمعقدة لإصدار تصاريح إنشاء وربط مشاريع الطاقة المتجددة وتوسيع نطاقها، تسريع وتيرة العمليات.
تصحيح المسار العالمي
لتقليص الفجوة وتصحيح المسار قبل فوات الأوان، يدعو التقرير الحكومات والمؤسسات الدولية إلى إجراءات عاجلة وفعالة عبر دمج الأهداف في الخطط الوطنية فعلى الدول دمج أهداف الطاقة المتجددة الطموحة بوضوح في خططها الوطنية للمناخ (NDC 3.0) قبل مؤتمر الأطراف المقبل. مع ضرورة إحداث إصلاحات هيكلية في آليات التمويل متعدد الأطراف لدعم التحول في البلدان النامية. وعلى الحكومات تبسيط وتسريع إجراءات إصدار التصاريح وتوسيع شبكات الطاقة لتقليل أوقات الانتظار للمشاريع الجديدة.
تبقى الطاقة المتجددة هي السبيل الوحيد نحو تحقيق أهداف المناخ، لكن تقرير «آيرينا» يشدد على أن الإرادة السياسية، المدعومة بالاستثمار الفوري والجرأة التنظيمية، هي التي ستحسم نتيجة هذا السباق المصيري قبل أن يحل عام 2030.