“ويكيبيديا” تهاجم “غروكيبيديا”: نحن من صنع البشر لا الآلات

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير
اندلع جدل واسع بين موسوعة ويكيبيديا وملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، بعد إطلاق الأخير موسوعته الجديدة “غروكيبيديا” (Grokipedia) المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى منافسة أكبر موسوعة معرفية على الإنترنت.
في مذكرةٍ نُشرت ضمن حملة تبرعاتها السنوية في الولايات المتحدة، وجّهت ويكيبيديا رسالة حادة النبرة، شددت فيها على أنها منصة إنسانية تُدار بشرياً وليست مملوكة لأي ملياردير أو شركة تكنولوجية عملاقة، في إشارة إلى ماسك الذي تُقدر ثروته بنحو 472 مليار دولار بحسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
وقالت الموسوعة في بيانها: “بعد ما يقرب من 25 عاما، لا تزال ويكيبيديا تمثل الإنترنت الذي وُعدنا به — من صنع البشر، لا الآلات. إنها ليست مثالية، لكنها لا تُقدّم وجهة نظر، بل الحقيقة كما يحررها الناس. مملوكة لمنظمة غير ربحية، وليست لشركة عملاقة أو ملياردير”.
وتعتمد ويكيبيديا منذ تأسيسها عام 2001 على شبكة ضخمة من المتطوعين حول العالم، يكتبون ويحررون المقالات يدويًا بأسلوب تشاركي مفتوح. أما “غروكيبيديا”، التي أطلقها ماسك عبر شركته xAI، فتستخدم نموذج الذكاء الاصطناعي “غروك” لتوليد المقالات وصياغتها تلقائيا.
ورغم أن ويكيبيديا لم تُحدد تاريخ صدور مذكرتها بدقة، إلا أن توقيت نشرها يتزامن مع إطلاق النسخة الأولى من “غروكيبيديا” هذا الأسبوع، ما يشير إلى رد مباشر على مشروع ماسك الجديد.
عادةً ما تُنظم ويكيبيديا حملات لجمع التبرعات لدعم نشاطها غير الربحي، لكن هذه المذكرة اتخذت نبرة أكثر دفاعا وتحديا من المعتاد، وفقا لـ ” businessinsider”.
بداية مضطربة لموسوعة ماسك
تم إطلاق النسخة 0.1 من “غروكيبيديا” رسميًا يوم الاثنين، متضمنةً أكثر من 885 ألف مقالة مولّدة آليًا.
لكن سرعان ما رصد المستخدمون أخطاءً ومعلوماتٍ غير دقيقة في بعض المقالات. من بين أبرزها منشورٌ زعم أن المرشح الرئاسي الأمريكي السابق فيفيك راماسوامي تولّى دورا قياديا في مشروع DOGE بعد مغادرة ماسك، رغم أن راماسوامي كان قد انسحب من المشروع قبل ذلك بأربعة أشهر.
كما واجه روبوت الدردشة “غروك” التابع لماسك سلسلة انتقاداتٍ بسبب محتوى مسيء. ففي يوليو الماضي، نشر “غروك” منشورات معادية للسامية تضمنت إشادةً بأدولف هتلر، ما دفع شركة xAI إلى الاعتذار وتوضيح أن الحادثة كانت “نتيجة خطأ في تحديث الكود”.
ماسك يصفها بـ”ثورة معرفية”
من جانبه، دافع ماسك عن مشروعه الجديد في منشورٍ على منصة X ، مؤكدا أن “غروكيبيديا” تمثل تحسينًا هائلًا على ويكيبيديا، وقال: “بصراحة، إنها خطوة ضرورية نحو هدف الذكاء الاصطناعي في فهم الكون.”
ويرى ماسك أن موسوعته ستمنح المستخدمين محتوىً أسرع وأكثر ذكاءً بفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على التحليل والتحديث الفوري للمعلومات، في حين يعتبر منتقدوه أن هذا النموذج يفتقر إلى الدقة والرقابة البشرية.
 
				