تكنولوجيا

صدمة فلكية.. أدلة جديدة تلغي نوبل الفيزياء 2011 وتعيد كتابة تاريخ الكون

كريترنيوز /متابعات /عماد الدين إبراهيم

في تطور قد يرقى إلى أكبر تحول في علم الكونيات منذ ما يقارب ثلاثة عقود، كشفت نتائج أبحاث فلكية جديدة ومقالات نشرت في «Monthly Notices of the Royal Astronomical Society» عن أدلة متزايدة تشير إلى أن القوة الغامضة التي تقود توسع الكون المتسارع، والمعروفة باسم الطاقة المظلمة، بدأت تضعف مع مرور الوقت.

 

منذ اكتشاف التوسع المتسارع للكون في أواخر التسعينيات (الذي نال جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011)، ساد الاعتقاد بأن الطاقة المظلمة هي «ثابت كوني»، أي أنها قوة ثابتة تدفع المجرات بعيداً عن بعضها البعض بمعدل متزايد باستمرار. لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى خلاف ذلك، حيث تشير الدراسة الجديدة التي قادها البروفيسور يونغ ووك لي من جامعة يونسي في كوريا الجنوبية، إلى أن الكون «قد دخل بالفعل مرحلة التوسع المتباطئ في الوقت الحاضر»، وأن الطاقة المظلمة «تتطور مع الزمن بوتيرة أسرع مما كان يعتقد سابقاً».

 

الشموع المعيارية

اعتمد العلماء في قياسهم لتوسع الكون على رصد انفجارات النجوم المعروفة بـ «المستعرات العظمى من النوع 1a» (Type Ia Supernovae)، والتي كان يفترض أنها متجانسة («شموع معيارية»). لكن الباحثين وجدوا أن خصائص هذه النجوم تختلف بناءً على عمر المجرات التي تستضيفها، ما يتسبب في تحيز منهجي.

بعد تصحيح هذا التحيز باستخدام بيانات 300 مجرة، لم تعد البيانات تدعم النموذج الكوني القياسي، بل تطابقت مع النتائج التي تشير إلى أن التوسع قد بدأ يتباطأ.

 

أدلة سابقة

لم تكن دراسة يونسي هي الأولى التي تشير إلى هذا التحول، فقد سبقتها نتائج أخرى مهمة، حيث أظهرت البيانات الصادرة عن مقياس طيف الطاقة المظلم، وهو أحد أحدث الأدوات الفلكية لرسم خرائط الكون ثلاثية الأبعاد، في وقت سابق من العام الماضي، أن قوة الطاقة المظلمة قد تكون قد تغيرت وتراجعت قليلاً مع مرور الزمن. أشارت تحليلات بيانات DESI إلى أن النماذج التي تفترض طاقة مظلمة متغيرة (تتناسب بشكل أفضل مع المشاهدات الحالية مقارنة بفرضية الثابت الكوني لأينشتاين.

زر الذهاب إلى الأعلى