ليس مجرد صخور.. حدائق خضراء على المريخ

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي
تسعى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” إلى فك ألغاز المريخ، وتقوم المركبة بيرسيفيرانس التابعة لها بأخذ عينات من الكوكب الأحمر لتحليها، والتقاط الصور التي أثبتت أن المريخ ليس مجرد أحجار بل حدائق وبحيرات.
وأظهرت صورة التقطتها المركبة بيرسيفيرانس من سطح المريخ تضاريس وعرة، مع العديد من الصخور ذات اللون البني الفاتح بأشكال وأحجام مختلفة متناثرة ومغموسة في تربة ذات ظل بني دافئ.
رقعة تآكل
وتظهر إحدى الصخور أكبر حجمًا بكثير ومسطحة، وعلى سطحها انطباع دائري ضحل – نسبة عرضه إلى عمقه مثل نسبة عملة معدنية – والانطباع محاط على جانبه الأيمن بغبار متراكم، تم حفره بوضوح من الحفرة. كل من الغبار والانطباع بني مصفر، مميز جدًا عن سطح الصخرة المسطحة. إلى يسار ذلك، تقريبًا عند الحافة اليسرى الوسطى من الصورة، يوجد ثقب آخر، أعمق بوضوح ومحاط من جميع الجوانب بكومة أعلى من الغبار، بنفس اللون الأصفر البني وفق موقع ناسا.
والتقطت مركبة ناسا المستكشفة للمريخ صورة تظهر رقعة تآكل بحيرة سربنتين على الجانب الأيمن من الصخرة، مع موقع أخذ العينات من حدائق جرين جاردنز على اليسار.
واستخدمت المركبة، كاميرا تجنب المخاطر الأمامية اليمنى الموجودة على متنها، والتقطت الصورة في 16 فبراير 2025 .
حدائق خضراء
وفي صورة أخرى ملونة تظهر دائرة صفراء-بنية فاتحة في منتصف الإطار، محاطة بخلفية بنية-رمادية داكنة للغاية. داخل الدائرة، تصطف شرائح ذهبية على الحافة البعيدة، مثل الأوردة في رواسب الخام، الجزء المركزي من الدائرة غير مستوٍ، ويبدو وكأنه منظر مداري لكوكب صخري صغير،في موضع الساعة الثانية على الدائرة، يشبه الظل أو الانخفاض طائرًا جاثمًا، متجهًا إلى اليسار.
التقطت مركبة ناسا المتجولة “بيرسيفيرانس” هذه الصورة باستخدام كاميرا نظام تخزين العينات (CacheCam) الموجودة على متن المركبة، والتي تقع داخل الجزء السفلي من المركبة.
تنظر الكاميرا إلى الجزء العلوي من أنبوب العينة لالتقاط صور مقربة للمادة المأخوذة والأنبوب أثناء تحضيره للإغلاق والتخزين، والمادة التي شوهدت داخل قطعة اللب هي عينة “جرين جاردنز”، تم التقاط هذه الصورة في 17 فبراير.
تعتبر المرتفعات الصخرية التي تنحدر منها نواة الحدائق الخضراء مثيرة للاهتمام بالنسبة لفريق العلوم لأنها تحتوي على معادن سربنتينية.
معادن المريخ
ومن المرجح أن تكون هذه المعادن السربنتينية قد تشكلت منذ عدة مليارات من السنين عندما تفاعل الماء مع الصخور قبل تشكل فوهة جيزيرو، وقد غير الماء المعادن الموجودة أصلاً في الصخر إلى معدن سربنتين، والذي يكون غالبًا أخضر اللون، وهذا اللون الأخضر المميز هو السبب وراء اختيار الفريق لاسم “الحدائق الخضراء” لهذه العينة المستهدفة.
وتعتبر هذه المعادن مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأن بنيتها وتكوينها يمكن أن يخبرنا عن تاريخ المياه على المريخ. ويمكن أن يدعم تكوين معدن السربنتين على الأرض المجتمعات الميكروبية، وقد يكون الأمر نفسه صحيحًا على المريخ. وتعتبر عينة مثل هذه من حافة فوهة جيزيرو جزءًا مهمًا من لغز الماضي المائي لفوهة جيزيرو!
“بروم بوينت”
تخطط بيرسيفيرانس لإنهاء فترة عملها في بحيرة سيربنتين بمزيد من الملاحظات العلمية لصخور الهضاب. وقد تشمل هذه القياسات إعادة فحص رقعة التآكل في بحيرة سيربنتين وتحليل كومة المخلفات الناتجة عن الحفر في جرين جاردنز.
وبعد تجول المركبة حول هذه المنطقة لبضعة أسابيع، ستأخذ رحلتها التالية إلى أسفل منحدر حافة الحفر في موقع يسمى “بروم بوينت”.