أنقذ 2.4 مليون طفل .. وفاة “رجل الذراع الذهبية”

كريترنيوز / متابعة / وائل زكير
توفي الأسترالي جيمس هاريسون، الذي عُرف بلقب “رجل الذراع الذهبية”، عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا إنسانيًا فريدًا.
وجيمس هاريسون، هو موظف السكك الحديدية الأسترالي ساعد في إنقاذ 2.4 مليون طفل من خلال التبرع بالأجسام المضادة النادرة في دمه كل أسبوعين لأكثر من 60 عامًا.
وأكدت ابنته تريسي ميلوشيب الوفاة لكنها لم تكشف عن سببها.
ساهمت تبرعاته بالدم، التي استمرت لأكثر من 60 عامًا، في إنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون طفل حديث الولادة، بفضل جسم مضاد نادر موجود في دمه، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
بدأت رحلته في التبرع بعد خضوعه لعملية جراحية كبرى في الرئة وهو في الرابعة عشرة من عمره، حيث أدرك حينها أهمية عمليات نقل الدم في إنقاذ الأرواح.
وعندما بلغ السن القانوني للتبرع في عام 1954، بدأ في تقديم دمه بانتظام، ليصبح واحدًا من أكثر المتبرعين تفانيًا في التاريخ.
في عام 1966، اكتشف العلماء أن بلازما دم هاريسون تحتوي على الجسم المضاد Anti-D، الذي يمكن استخدامه لمنع مرض انحلال الدم عند الأطفال حديثي الولادة (HDN)، وهو حالة قد تؤدي إلى الإجهاض أو وفاة المواليد.
ومنذ ذلك الحين، استُخدمت بلازماه لإنتاج أكثر من 3 ملايين جرعة من حقنة الغلوبولين المناعي المضاد لـ D، التي تُعطى للنساء الحوامل لتجنب مضاعفات خطيرة.
لم يكن هاريسون يحب الإبر، لكنه كان مصممًا على مواصلة التبرع، حتى عام 2018 عندما نُصح بالتوقف بسبب تقدمه في السن. وقد بلغ إجمالي تبرعاته 1173 مرة، وهو رقم قياسي جعل اسمه محفورًا في تاريخ الطب الحديث.
اليوم، يعمل العلماء على تطوير نسخة صناعية من الجسم المضاد المستخرج من دمه، في مشروع أطلق عليه اسم “جيمس في زجاجة”، مما قد يقلل من الاعتماد على المتبرعين في المستقبل.
برحيله، خسر العالم رجلًا لم يكن مجرد متبرع، بل منقذًا لملايين الأطفال وأملًا لأمهاتهم، ليبقى إرثه الإنساني خالدًا في قلوب كل من استفادوا من كرمه.