منوعات

بن فرانسيس.. من عامل توصيل البيتزا إلى ملياردير

كريترنيوز / عبادة ابراهيم/دبي

بماكينة خياطة وطابعة شاشة، ومن تحت سقف كراج، بدأ مشروعه وهو في سن 19 عاماً، معتمداً على أساسيات الخياطة التي تعلمها من جدته، وبرأس مال بسيط لم يتجاوز 500 جنيه استرليني، جمعه من عمله موزعاً لدى «بيتزا هت»، والآن تقدر ثروته بنحو 1.3 مليار دولار، ويصنف من أبرز المليارديرات الشباب العصاميين في بريطانيا.. نتحدث عن بنيامين ديفيد فرانسيس، الشهير باسم بن فرانسيس، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي لشركة «جيم شارك»، المتخصصة في تصميم وإنتاج الملابس الرياضية واكسسوارات اللياقة البدنية، والتي تم تأسيسها عام 2012.
التسويق الذكي
كان لفرانسيس قبل توجهه إلى عالم الملابس الرياضية تجربة في بيع المكملات الغذائية اللازمة للمتدربين على اللياقة البدنية، لكنه لم يستمر فيها طويلاً، ليختار تجارة أخرى قريبة منها إلى حد ما، ولكن لها شعبية كبيرة لا سيما بين الشباب، ونجح في كسب ثقة الجميع بفضل قدرته على تحقيق ثلاثة شروط لعلامته: التسويق الذكي، الجودة، والحرص على الارتباط بالمجتمع والناس.
ولد بن في 4 يونيو عام 1992، في ويست ميدلاندز بإنجلترا ونشأ في برومزجروف، والتحق بمدرسة ساوث برومزجروف الثانوية؛ حيث أغرم بالحوسبة لأول مرة بعد دراسة تكنولوجيا المعلومات في المدرسة، ولم يكن في الوقت نفسه يحب الركون إلى البقاء في البيت أو تضييع وقته في ألعاب الكمبيوتر، فكان أول عمل له بشركة عبر الإنترنت تبيع لوحات أرقام السيارات، ثم قاده قدره إلى صالة الألعاب الرياضية وهو في سن المراهقة، وفي مقابلة صحافية لاحقة قال عن تلك المصادفة القدرية: «أدركت أن أخلاقيات العمل التي وجدتها في صالة الألعاب الرياضية يمكن تطبيقها على مجالات مختلفة من حياتي وكنت واثقاً بأنها سوف تنجح».
فكرة عبقرية
في عام 2010 التحق بن بجامعة أستون لدراسة الأعمال والإدارة الدولية، وفكر في تأسيس مشروع تجاري قوي، فترك الدراسة في عام 2012، ومن أجل تحقيق حلمه عمل في توصيل طلبات البيتزا، حتى التاسعة كل مساء، ثم يبدأ عمله بغرفته وكراج البيت على ماكينة الخياطة حتى الرابعة صباحاً، في روتين يومي لا يكل منه، وكان كل ما يملكه ماكينة الخياطة وبعض الأقمشة وآلة للطباعة إلى جانب موقع إلكتروني خاص به.
وعلى العكس من سياسة العلامات التجارية الكبرى في عالم الملابس الرياضية، مثل «بوما» و«نايكي» و«أديداس»، لم يسارع بن إلى التعاقد مع النجوم والمشاهير، بل اختار بذكاء التعاون مع «المؤثرين» الصاعدين على وسائل التواصل في مجال اللياقة البدنية، ليضمن جذب متابعيهم على هذه المواقع ومنها «يوتيوب»، وكان من أبرز هؤلاء المؤثرين لاعبا كمال الأجسام نيكي بلاكيتر ولكس جريفين، وكانت أعداد متابعي أمثال هؤلاء المؤثرين تتراوح بين 50 ألفاً و100 ألف مشترك لكل منهم، وأرسل ملابس شركته التي سماها «جيم شارك» إلى هؤلاء المؤثرين مجاناً، فتحققت الشهرة الواسعة لهؤلاء المؤثرين «المغمورين»، وصار متابعوهم والمشتركون في قنواتهم على يوتيوب تقدر أعدادهم بالملايين، كما ازدادت معهم «جيم شارك» شهرة بالطبع؛ بفضل فكرة بن العبقرية، التي وفرت عليه تكاليف الحملات الإعلانية التي تقوم بها الشركات الكبرى والتي تدفع فيها ملايين الدولارات.

هذه الشهرة حمسته لتنظيم أول معرض لملابس شركته على هامش معرض لكمال الأجسام، حيث حصل على قرض قيمته 250 ألف جنيه استرليني مقابل كشك لعرض منتجاته، وفوجئ بن بآلاف من المعجبين بأصدقائه المؤثرين في مجال اللياقة البدنية يتوافدون إلى المعرض، وفي خلال ساعة ونصف الساعة فقط نفدت كل منتجات «جيم شارك» المعروضة في ذلك اليوم، محققة رقماً قياسياً؛ وهو ربح 30 ألف جنيه استرليني في أول 30 دقيقة.
أصغر ملياردير
توالت نجاحات بن فرانسيس، وفي عام 2020 تم تقييم «جيم شارك» بـ 1.3 مليار دولار، ليصبح مالكها ومؤسسها أصغر ملياردير في المملكة المتحدة، وكان عمره آنذاك 28 سنة فقط، ومالك 70% من الشركة، وقد قدّر المستثمرون هذه النسبة بـ 1.45 مليار دولار، بخلاف ثروته الشخصية الصافية التي بلغت 1.3 مليار دولار، لتضمه «فوربس» إلى قائمتها السنوية لأصحاب المليارات في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى