دموع في عيون ملكية.. مأساة فقدٍ وصمتٍ ووصمة

كريترنيوز /متابعات /أحمد الشنقيطي
في فيلمٍ مؤثّر عُرض بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، ظهرت ريان مانينغز، وهي أرملة بريطانية فقدت زوجها بعد أيام من وفاة طفلهما الرضيع، في حديثٍ صريح مع ولي العهد الأمير ويليام، أبكت خلاله ملك بريطانيا القادم.
تحدثت مانينغز إلى الأمير من منزلها في كارديف عن انتحار زوجها بول بعد خمسة أيام فقط من وفاة طفلهما جورج، الذي توفي بشكلٍ مفاجئ إثر إصابته بالتهابٍ رئوي وإنفلونزا لم تُكتشف أعراضهما في حينها. وأشارت إلى أنها لا تزال تتمنى لو أن زوجها تحدّث إليها عمّا كان يشعر به قبل أن ينهي حياته.
وقالت خلال اللقاء: «أظن أن هذا هو الجزء الأصعب… كنا سنكون بخير لو تحدّث إليّ».. وقد بدا التأثر واضحاً على الأمير ويليام الذي شاركها الدموع أثناء الحديث.
بعد عرض الفيلم، تحدّثت مانينغز عن الوصمة الاجتماعية المحيطة بالانتحار، مؤكدةً أن بعض أقرب أصدقائها وجيرانها تجنّبوها لسنوات، خشية قول ما يجرح مشاعرها.
وأضافت لصحيفة ديلي ميل: «حين تصل المحادثة إلى مرحلة عاطفية، يتوقف كثيرون عن الكلام، لكن السكوت أسوأ من قول شيءٍ بخوف».
واستذكرت: «كانوا يتجنبونني في الشوارع والمتاجر لسنوات. بعض أصدقائي اختفوا من حياتي، وكأنّ ما حدث عار لا ينبغي الحديث عنه».
رغم ألم الفقد، كرّست مانينغز حياتها لمساندة الآخرين، فأسست منظمة “2Wish Upon A Star” التي قدّمت الدعم لأكثر من ثلاثة آلاف شخص في ويلز ممن فقدوا أطفالهم أو شباباً من أسرهم بشكل مفاجئ، ونالت عن جهودها وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE).
الفيلم الذي جمعها بولي العهد وثّق زيارته لمنزلها، حيث تبادلا الحديث حول تربية أطفالها بعد المأساة، وتحدث الأمير عن أهمية كسر الصمت حول الانتحار، قائلاً إن «أفضل وسيلة للوقاية منه هي الحديث المبكر والمفتوح مع من نحب».
وتأتي الزيارة في إطار إطلاق مبادرة “الشبكة الوطنية للوقاية من الانتحار” التي أطلقتها مؤسسة الأمير والأميرة ويلز، بمشاركة أكثر من 20 منظمة وتمويل يتجاوز مليون جنيه إسترليني، تهدف إلى توحيد الجهود وتخفيف أسباب الظاهرة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
وقالت مانينغز في ختام حديثها: «من الطبيعي أن نعاني أحياناً، لكن المهم أن نشارك ما نعانيه.. الصمت يقتل، أما الحديث فيُنقذ».