اضطروا لتكسيره لمعرفة الوزن.. كنز من الذهب أبهر العالم واختفى للأبد

كريترنيوز / السيد محمود المتولي

ليست هذه الكتلة الذهبية الأثقل في العالم، لكن اكتشافها ووزنها كان مفاجأة في حينها ورغم إبهارها للعالم إلا أنها اختفت إلى الأبد.
في عام 1869 بأستراليا، سجّل اكتشاف استثنائي رقماً قياسياً عالمياً لانظير له حتى اليوم، عندما عثر عمال مناجم على كتلة ذهبية ضخمة تُعرف باسم ” أهلاً بالغرباء”.
كانت هذه القطعة الثقيلة جداً تفوق وزن رجل بالغ، لدرجة أنه لم يكن بالإمكان وزنها باستخدام المعدات التقليدية، واضطر العمال إلى تكسيرها إلى قطع لتحديد وزنها الكامل.
اكتشف جون ديسون الكنز أثناء التنقيب في منطقة بولدوغ جولي قرب بلدة مولياجول الصغيرة، في البداية ظن أنه اصطدم بصخرة، لكن بعد انكسار مقبض فأسه أدرك أنه وجد ذهباً، بلغ طول القطعة 61 سنتيمتراً، وكانت كثيفة لدرجة أنها قاومت أدواتهم، واضطروا لاحقاً إلى نقلها إلى بنك لندن المعتمد لوزنها، لكن الموازين لم تتحملها فتم تفكيكها في الموقع.
رغم قيمتها الهائلة، لم تُصوّر القطعة قط، ولم يبق منها سوى نسخ طبق الأصل ورسومات معاصرة. حصل عمال المناجم على حوالي 10,000 جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير في القرن التاسع عشر، لكن القطعة الأصلية سرعان ما صُهرت وتحولت إلى سبائك ذهبية، ما قضى على أي فرصة لحفظها.
قدرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن قطعة مماثلة الحجم اليوم قيمتها مليونا جنيه إسترليني، لكن القيمة الحقيقية تكمن في الغموض الذي خلّفته وفق ديلي جالاكسي.
أهلاً بالغرباء
على الرغم من أن “أهلاً بالغرباء” كانت الأكبر التي اكتُشفت، إلا أنها ليست الأكبر من بين القطع الذهبية التي لا تزال موجودة، ففي البرازيل عام 1983، اكتشف خوليو دي ديوس فيلهو قطعة ضخمة تُعرف باسم “بيبيتا كانا” تزن 60 كيلوغراماً، وهي معروضة حالياً في القاعة الذهبية بمتحف البنك المركزي في برازيليا، كذلك، اكتُشفت قطعة “يد الإيمان” في أستراليا عام 1980 بواسطة كيفن هيلير، ووزنها 875 أونصة طروادة، وهي أكبر قطعة نقدية عُثر عليها باستخدام أجهزة كشف المعادن، وبُيعت لاحقاً بأكثر من مليون دولار، وهي معروضة الآن في كازينو بلاس فيغاس.
رغم أن هذه القطع الأخرى مذهلة، إلا أن غموض “أهلاً بالغرباء” يظل الأكثر تأثيراً، كان اكتشافها فريداً من نوعه، أبهر العالم، ثم اختفى إلى الأبد، تاركاً وراءه قصة لا تزال تسحر عشاق الذهب وعلماء الجيولوجيا على حد سواء.