لماذا تقف المضيفات عند مدخل الطائرة؟

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
تبدو تحية طاقم الضيافة الجوية للركاب عند باب الطائرة مشهدا مألوفا يحمل الود والترحيب، غير أن وراء تلك الابتسامات السريعة مهمة أكثر تعقيدا تتعلق بالسلامة والأمن قبل كل شيء.
فخلال لحظات الصعود، لا يكتفي أفراد الطاقم بمساعدة الركاب في العثور على مقاعدهم أو ترتيب أمتعتهم، بل يراقبون بعناية كل شخص يصعد على متن الطائرة. هذه المراقبة الدقيقة تهدف إلى تقييم الركاب من حيث السلوك والصحة والقدرة على المساعدة في الطوارئ، وهي خطوة أساسية لضمان رحلة آمنة وسلسة.
أحد أهم أسباب هذه الملاحظة المبكرة هو محاولة التعرف على الركاب المزعجين أو المحتمل تسببهم في مشكلات. فقد أصبحت حوادث الشغب على متن الطائرات أكثر شيوعا عالميا، حيث سُجلت آلاف الحالات العام الماضي، وفقا لهيئات الطيران الدولية. لذلك، يحرص الطاقم على ملاحظة علامات الغضب أو العدوانية قبل الإقلاع، منعا لأي اضطرابات قد تتطلب هبوطا اضطراريا لاحقا.
في المقابل، يلتفت الطاقم أيضا إلى الركاب الذين يحتاجون إلى مساعدة إضافية، مثل كبار السن أو أصحاب الهمم أو العائلات التي تسافر مع أطفال. كما يراقبون أي علامات مرض واضحة لتجنّب نقل العدوى داخل المقصورة، خاصة في ظل أمراض معدية قد تنتشر بسهولة في الأماكن المغلقة.
جانب آخر من هذه المراقبة يخصّ الركاب القادرين على المساعدة في حالات الطوارئ، والمعروفين باسم “الركاب القادرين بدنيا على المساعدة” (ABPs). هؤلاء غالبا ما يُجلسون بجوار مخارج الطوارئ بعد تقييم سريع لقدرتهم البدنية ومعرفتهم باللغة الإنجليزية، تحسبا لأي حادث طارئ يتطلب الإخلاء السريع، وفقا لموقع simpleflying.
ولا يقتصر التقييم على السلوك أو الحالة الصحية، بل يشمل المظهر أيضا. فالأحذية ذات الكعب العالي أو الإكسسوارات المعدنية قد تُشكل خطرا أثناء الإخلاء، كما أن المظهر الأنيق والسلوك اللطيف قد يتركان انطباعا إيجابيا لدى الطاقم، وربما يمنحان الراكب ترقية غير متوقعة إلى درجة أعلى.
من ناحية أخرى، يتعامل الطاقم بحذر مع الركاب الذين يظهر عليهم تأثير الأدوية، حيث يحق لهم قانونيا منع أي راكب في غير وعيه من الصعود، كما يسجلون ملاحظات حول الركاب المتعجرفين أو غير المتعاونين، ويُعتبر عدم الانتباه لتعليمات السلامة مؤشرا سلبيا.
أما من الناحية الأمنية، فيُدرَّب أفراد الطاقم على رصد سلوكيات مشبوهة قد ترتبط بالتهريب أو الاتجار بالبشر، مثل تصرفات غير منسجمة بين مجموعات الركاب.
التحية التي يقدمها طاقم الضيافة عند باب الطائرة ليست مجرد لياقة أو واجب بروتوكولي، بل جزء من عملية تقييم دقيقة تهدف إلى الحفاظ على سلامة الجميع، إنها لحظة قصيرة تحمل بين تفاصيلها مزيجا من الخبرة والحدس والمسؤولية، تضمن أن تكون الرحلة آمنة قبل أن تُغلق أبواب الطائرة وتبدأ المغامرة في السماء.