العطاء دواء.. الهدايا تعزز المزاج والصحة

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
مع اقتراب موسم الاحتفالات بنهاية العام، يزداد بحث الناس عن الهدايا المثالية للعائلة والأصدقاء، لكن العلم يشير إلى أن العطاء لا يعود بالنفع على المتلقي فقط، بل على الشخص الذي يقدم الهدية أيضا.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تقديم الهدايا، خاصة للأشخاص المقربين، يُنشط مسارات المكافأة في الدماغ، ويزيد إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، ما يعزز الشعور بالمتعة والسعادة.
الدكتور إميليانا سيمون-توماس، مديرة العلوم في مركز غريتر جود للعلوم بجامعة كاليفورنيا بيركلي، تؤكد أن هذه التجربة ليست مجرد شعور لحظي، بل تشمل جميع خطوات العطاء، من اختيار الهدية وتغليفها إلى اللحظة التي يفتحها فيها المتلقي، وفقا لـ clevelandclinic.
وأظهرت تجربة علمية أجريت في جامعة زيورخ أن الأشخاص الذين أنفقوا أموالهم على الآخرين أظهروا مستويات أعلى من السعادة، مقارنة بمن أنفقوا المال على أنفسهم فقط، كما كانوا أكثر عدلاً وسخاءً في تعاملاتهم الاجتماعية.
ويشير هذا إلى أن السعادة المرتبطة بالعطاء ليست مجرد إحساس مؤقت، بل تتضمن استجابات دماغية طويلة الأمد، خاصة عند إفراز الأوكسيتوسين المعروف باسم “هرمون العناق”، الذي يعزز الثقة والتواصل الاجتماعي.
وللعطاء فوائد صحية ملموسة؛ إذ يقلل ضغط الدم، ويخفض مستويات التوتر، ويعزز العمر الطويل، كما يُحفز العطاء ما يعرف بـ”نشوة المساعد”، حيث تُنشط مراكز المكافأة في الدماغ ويُفرز الإندورفين، مما يحسن المزاج ويكافح الاكتئاب.
حتى الحيوانات تظهر سلوكيات مشابهة، مثل البطاريق التي تهدي صخورا لشريكها أو الخفافيش التي تشارك وجباتها، ما يعكس القيمة التطورية للسخاء في تعزيز الثقة وبناء الروابط الاجتماعية.
يشير العلم إلى أن العطاء تجربة متعددة الأبعاد تجمع بين الشعور بالمتعة، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وفوائد صحية ونفسية ملموسة. ومع حلول موسم الهدايا، يصبح تقديم الهدايا أكثر من مجرد طقس تقليدي، بل فرصة لتعزيز السعادة والصحة النفسية والجسدية لكل من يعطي ويُعطى
 
				