أغرب حادثة جوية.. حاسوب يُعيد طائرة من منتصف الرحلة!

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير
في واقعة غير مسبوقة وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بـ«الحادث الجوي الأغرب هذا العام»، اضطرت طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز كانت متجهة من واشنطن إلى روما للعودة أدراجها، بعدما سقط حاسوب محمول لأحد الركاب من المقصورة إلى منطقة الشحن أسفل الطائرة!
الحادث وقع في 15 أكتوبر على متن طائرة بوينغ 767-400ER، وبعد أقل من ساعة من الإقلاع أجرى الطيارون مكالمة عاجلة مع برج المراقبة أبلغوا فيها أن جهاز كمبيوتر محمول انزلق بطريقة ما إلى حفرة الشحن، في مكان يصعب الوصول إليه، ما أثار حالة من القلق داخل قمرة القيادة.
وقال أحد الطيارين في التسجيل الصوتي: “لدينا حالة غريبة بعض الشيء هنا… أحد الركاب أسقط كمبيوتره المحمول أسفل الجدار الجانبي، ويبدو أنه وصل إلى منطقة الشحن في الطائرة”.
خطر حقيقي بسبب بطارية الليثيوم
المشكلة لم تكن في الجهاز نفسه، بل في بطارية الليثيوم أيون التي يحتويها، والمعروفة بإمكانية اشتعالها أو انفجارها عند تعرضها للضغط أو الحرارة. والأسوأ من ذلك أن منطقة الشحن لا تحتوي على نظام إخماد فعال للحرائق في هذا الجزء تحديدًا، وفقا لصحيفة ” nypost”.
قال الطيار لمراقبة الحركة الجوية: “لا نعرف حالة الجهاز الآن، ولا يمكننا رؤيته أو الوصول إليه. وبما أنه ما زال قيد التشغيل، قررنا العودة إلى مطار دولس قبل عبور المحيط الأطلسي”.
ورغم أن الطيارين لم يعلنوا حالة طوارئ رسمية، فقد اتخذوا القرار كإجراء احترازي لتجنب أي احتمال لاشتعال الجهاز أثناء الرحلة الطويلة عبر المحيط.
عودة اضطرارية وتحية للطيارين
بعد حصولهم على الإذن من برج المراقبة، غيّرت الطائرة مسارها بشكل مفاجئ قبالة ساحل بوسطن، وهبطت بسلام في مطار واشنطن دولس عند الساعة 12:35 بعد منتصف الليل، أي بعد أكثر من ساعتين من الإقلاع.
وبعد تفتيش سريع، تم العثور على الحاسوب المحمول وإزالته، ثم أعيد تزويد الطائرة بالوقود وانطلقت مجددًا نحو روما في الساعة 3:25 صباحًا. وصلت الطائرة متأخرة بخمس ساعات فقط، لكن الركاب تنفسوا الصعداء.
أحد مراقبي الحركة الجوية قال مازحًا عبر اللاسلكي: “لم أسمع شيئًا كهذا من قبل. قصة مذهلة سأرويها في صالة الطيارين!”
فردّ عليه الطيار بابتسامة: ولا نحن كذلك، هذه أول مرة تحدث معنا”.
تحذيرات متزايدة من بطاريات الليثيوم
بحسب إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، شهد هذا العام أكثر من 50 حادثا متعلقا ببطاريات الليثيوم على متن الطائرات في الولايات المتحدة وحدها، ما يعكس خطر هذه التقنية في بيئة مغلقة مثل الطائرات.
لهذا السبب، تمنع معظم شركات الطيران وضع الأجهزة الإلكترونية المزودة ببطاريات ليثيوم في الأمتعة المسجّلة، وتوصي بحملها داخل المقصورة فقط.
 
				