“ذهب الإيجار”… موضة صينية جديدة تُغيّر تقاليد الزفاف!

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
مع الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب عالميا، يشهد قطاع الأعراس في الصين تحولا غير مسبوق، حيث يتجه عدد متزايد من الأزواج الشباب إلى استئجار الذهب بدلا من شرائه، فيما يمثل تغيّرا واضحا في العادات الاجتماعية المرتبطة بالزواج.
تقليديا، يتضمن الزواج الصيني طقسا يُعرف بـ “اللمسات الذهبية الثلاث”، حيث يقدم العريس للعروس خاتما وقلادة وقرطين من الذهب، تعبيرا عن المحبة، إلا أن هذا التقليد أصبح عبئا ماليا ثقيلا، خاصة بعدما سجل الذهب مستويات قياسية مؤخراً.
فقد ارتفع سعر الذهب عالميا بنسبة 3.1% في 20 أكتوبر الماضي ليصل إلى 4,381.52 دولارا للأونصة، كما تجاوز سعر الذهب في بورصة شنغهاي لأول مرة حاجز 1,000 يوان للغرام — أي ما يعادل نحو 139 دولارا للغرام.
هذا الارتفاع دفع الأزواج لإعادة التفكير في شراء الذهب. ووفقا لتقرير نشره موقع The Cover الصيني، قامت عروس من مدينة تشنغدو باستئجار طقم ذهب يزن أكثر من 50 غراما مقابل أقل من 1,000 يوان (حوالي 139 دولارا) لمدة أسبوع، بينما كان سيكلفها شراء الطقم أكثر من 60,000 يوان — أي ما يعادل نحو 8330 دولارا تقريبا.
وقالت العروس: “لن أرتديه بعد الزفاف، وسيكون مجرد هدر أن أتركه مخزنا في مكان ما”.
منصات تأجير المجوهرات أكدت أن الطلب يرتفع بشكل غير مسبوق، وقالت إحدى المنصات في مدينة هانغتشو إن أكثر من 80% من حجوزات التأجير تأتي من الأزواج من مواليد التسعينات وبداية الألفية، فيما تشير بيانات السوق إلى أن طلبات تأجير الذهب ارتفعت بنسبة 210% خلال عام 2025 مقارنة بالعام السابق، وفقا لموقع thinkchina.sg.
وتعمل منصات التأجير بنظام السداد حسب وزن الذهب، حيث تتراوح تكلفة الإيجار بين 28 و38 يوانا للغرام (ما بين 3.9 و5.3 دولارات للغرام تقريبا). فعلى سبيل المثال، يبلغ إيجار طقم يزن 80 غراما نحو 2,400 يوان يوميا (حوالي 333 دولارا)، مع وديعة تعادل قيمة الذهب بالسعر اليومي.
وبينما يرى الشباب أن الاستئجار حل اقتصادي وعملي، يبدي كبار السن رفضا لهذا التوجه، إذ اعتبر أحد الآباء عبر منصة Weibo أن استئجار الذهب “تصرف بخيل”، مضيفا: “إذا لم يكن بإمكانك شراء الذهب، لا يجب أن تتزوج”.
ورغم الجدل، يرى خبراء الاقتصاد أن السلوك الجديد يعكس تحولا ثقافيا في التعامل مع الزواج. فالشباب اليوم يفضلون تخصيص المال للادخار أو للاستثمار الاقتصادي بدل الإنفاق على مظاهر الاحتفال.