عائلة تعيش مع أخطر 2000 عنكبوت لمدة 5 سنوات.. والنتيجة مذهلة

كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين
في واقعة علمية نادرة قلبت المفاهيم الطبية المتداولة حول أحد أكثر العناكب رهبة في الولايات المتحدة، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم الحشرات الطبية أن عائلة في ولاية كانساس عاشت لأكثر من خمس سنوات وسط ما يزيد عن 2000 عنكبوت من نوع البراون ريكلوس السام، دون تسجيل أي حالة عضة واحدة.
العائلة التي تقطن مدينة لينكسا كانت تجهل تمامًا حجم “الضيوف المتخفّين” الذين شاركوهم الغرف والخزائن وحتى الفراش، قبل أن يكشف فحص متخصصين عن وجود آلاف العناكب التي تُعدّ من أكثر الأنواع إثارة للخوف على مستوى أمريكا الشمالية والعالم.
الدراسة التي وثّقها الباحث ريتشارد س. فيتر من جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، اعتمدت إحصاءً دقيقا على مدى ستة أشهر شمل استخدام مصائد لاصقة وعمليات جمع يدوي، خلصت إلى تسجيل 2055 عنكبوتا داخل المنزل، وجُمعت يدويا 1213 منها بأحجام مختلفة، بينما التقطت المصائد 842 عنكبوتا، ورغم أن نحو 400 منها كانت قادرة طبيا على إحداث عضة مؤذية، فإن أفراد العائلة الأربعة لم يُظهروا أي أعراض تشير إلى التعرض لسم هذا النوع، وفقا لـ dailygalaxy.
ويؤكد الباحثون أن البراون ريكلوس لا يتمتع بسلوك عدواني تجاه البشر، بل يميل إلى الهرب أو الجمود عند الاقتراب منه، وهو ما تتجاهله الصورة النمطية المنتشرة حوله منذ عقود.
ويضيف فيتر أن وجود أعداد كبيرة من هذا العنكبوت لا يعني بالضرورة ارتفاع احتمالات الإصابة، وهو ما أثبته احتكاك أفراد العائلة اليومي بالعناكب أثناء جمعها أو أثناء تعاملهم مع الفراش والملابس.
وتشير الدراسة إلى أن الخوف الشعبي من هذا النوع تضخّم بفعل التشخيصات الطبية الخاطئة، خصوصا في المناطق التي لا يعيش فيها العنكبوت أصلا، ففي ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك، تم ربط جروح نخرية خطيرة بعضّات عنكبوتية رغم غياب أي دليل علمي على تواجده هناك.
وتُحذّر الدراسة من أن تشخيص “عضة البراون ريكلوس” يُستخدم كثيرا لوصف جروح مجهولة السبب، ما يؤدي إلى علاجات غير ضرورية بل وقد تكون مؤذية.
وتعيد هذه النتائج صياغة فهم المخاطر المرتبطة بالعناكب السامة، إذ تشدد على أن وجودها لا يساوي الخطر تلقائيا. فالعنكبوت البني المنعزل، كما يثبت بحث فيتر، يعيش في الأماكن الجافة والهادئة ويستخدم سمه للصيد لا للدفاع، ما يجعل احتمالات اللدغ منخفضة للغاية حتى في حالات التعايش القريب.
وفي حين لا تلغي الدراسة خطورة هذا النوع بشكل كامل، فإنها تدعو إلى تقييم أكثر علمية وأقل ذعرا، وتحثّ الأطباء على تثبيت التشخيص بأدلة ملموسة قبل نسب أي إصابة إلى هذا العنكبوت. ويخلص الباحثون إلى رسالة واضحة: الخوف من العناكب غالبا أكبر بكثير من الحقيقة العلمية.