دول نامية تعتبر لقاح “أسترازينيكا” خلاصاً من #كورونا
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز /متابعات[/su_label]
أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن نجاح الاختبارات التي أجرتها شركتا “فايزر” و”موديرنا”، عزّز آمالاً بصنع لقاح لفيروس كورونا المستجد قريباً، مستدركة أن دولاً كثيرة، ليست غنية، تنتظر اللقاح الذي ستنتجه شركة “أسترازينيكا”.
وستُنشر قريباً النتائج المستخلصة من المرحلة النهائية للدراسات على لقاح “أسترازينيكا”، والرهان “هائل” بالنسبة إلى دول ذات دخل منخفض ومتوسط، وفق الوكالة، إذ أن اللقاح الذي تطوّره مع جامعة أكسفورد يشكّل أكثر من 40% من الإمدادات التي ستحصل عليها تلك البلدان، استناداً إلى صفقات ترصدها شركة الأبحاث “إيرفينتي” التي تتخذ من لندن مقراً.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن لقاح “أسترازينيكا” يكلف جزءاً زهيداً من السعر الذي حدّدته “فايزر” للقاحها، وسيُصنّع في دول عدة، من الهند إلى البرازيل.
كما أن نشره على نطاق واسع قد يكون أسهل من اللقاحات الأخرى، التي يجب تخزينها في درجات حرارة شديدة الانخفاض.
لكن تداعيات الفيروس قد تستمر في البلدان التي تعتمد على لقاح “أسترازينيكا”، إذا لم يقارع مستويات الفاعلية العالية التي قدمتها “فايزر” و”موديرنا”، أو لم يُطرح بسرعة.
وقدّمت “فايزر” الجمعة، طلباً لنيل إذن لاستخدام طارئ للقاحها في الولايات المتحدة، وقد تبدأ بطرحه في منتصف ديسمبر المقبل.
وفي وقت تستطيع الدول الغنية أن تتلقى الإمدادات الأولى من جرعات “فايزر” و”موديرنا”، بفضل كميات ضخمة اشترتها مسبقاً، تعتمد غالبية المناطق بشكل كبير على شركات أخرى، لا سيّما “أسترازينيكا” و”نوفافاكس” و”جونسون آند جونسون”.
صعوبة لتلبية الطلب
ورجحت “بلومبرغ” أن تواجه الإمدادات صعوبة لتلبية الطلب، في الأشهر التالية لطرح اللقاحات، ما يثير مخاوف في العالم.
ونقلت عن مارك إكليستون تورنر، وهو متخصص في القانون والأمراض المعدية بجامعة كيلي في إنجلترا، قوله: “تقيم الغالبية العظمى من سكان العالم، في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. إنها ليست مجرد مشكلة للناس هناك… هذه مشكلة لمعظم الناس في العالم”.
وحقق برنامج عالمي، أُطلِق عليه “كوفاكس”، خطوات كبرى في جهد طموح لنشر اللقاحات المستقبلية بشكل منصف في كل أنحاء العالم، ما دفع عشرات الدول للانضمام إليه، وتأمين صفقات لشراء 700 مليون جرعة حتى الآن.
وتوصّلت “أسترازينيكا” إلى اتفاق لتزويد البرنامج بلقاحات، فيما أن تعاوناً شمل معهد “سيروم أوف إنديا”، أقرّ تسريع إنتاج جرعات للقاحَي “أسترازينيكا” أو “نوفافاكس”، للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بسعر أقصاه 3 دولارات للجرعة، مع خيار تأمين جرعات أكثر. تبع ذلك اتفاق لـ “كوفاكس” مع شركة “سانوفي” وشريكتها “غلاكسو سميت كلاين” الشهر الماضي.
وذكرت “بلومبرغ” أن البرنامج، الذي تقوده “منظمة الصحة العالمية”، و”ائتلاف ابتكارات الاستعداد للأوبئة”، و”تحالف اللقاحات”، يتوقّع إبرام صفقات أخرى في الأسابيع المقبلة، مضيفة أن “فايزر” وشركة “بايونتيك” الألمانية، إضافة إلى “موديرنا”، تجري محادثات مع “كوفاكس”.
3.2 مليار جرعة
وأشارت “إيرفينتي” إلى أن “أسترازينيكا” كانت الأكثر نشاطاً في التوصّل إلى اتفاقات للتوريد، إذ أن الشركة ستؤمّن نحو ثلث الصفقات المُبرمة في هذا الصدد، وتشمل 3.2 مليار جرعة.
ووجدت شركة الأبحاث أن أكثر من 50 دولة، منخفضة ومتوسطة الدخل، ستحصل على لقاح “أسترازينيكا” وأكسفورد، في مناطق تشمل أميركا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا الشرقية، إضافة إلى بلدان غنية أيضاً.
ولفتت “بلومبرغ” إلى أن تلبية الطلب على اللقاح لن تكون سهلة، إذا كان ناجحاً. وأضافت أن نقصاً متوقعاً في إمدادات الجرعات في المملكة المتحدة، بحلول نهاية العام، يثير شكوكاً بمدى سرعة تمكّن “أسترازينيكا” من تحصين البريطانيين.
لكن الشركة أعربت عن ثقتها بإمكان البدء بتأمين مئات الملايين من الجرعات، على أساس متجدد، بمجرد نيلها الموافقة على اللقاح.
ويشكّل السعر الأولي أحد العوامل الرئيسة في الاعتماد على لقاح “أسترازينيكا”، التي أعلنت أنها لن تسعى إلى الربح خلال الجائحة، مشيرة إلى أن اللقاح سيكلّف ما بين 4 و5 دولارات للجرعة، علماً أن ثمة قلقاً لدى ناشطين صحيين، من السعر الذي ستفرضه هذه الشركة ومؤسسات أخرى، لدى انتهاء الأزمة.
ثمن مرتفع
وأبرمت الولايات المتحدة في يوليو الماضي، اتفاقاً للحصول على لقاح “فايزر”، يحدّد سعر الجرعة بـ 19.50 دولار، أو 39 دولاراً لتحصين من جرعتين، وهذا مستوى اعتبرت “بايونتيك” أنه يمكن أن يصبح معياراً للدول المتقدمة.
وأعلنت “موديرنا” أنها تتقاضى 32 إلى 37 دولاراً ثمناً للجرعة، في صفقات محدودة، وثمناً أقلّ للمشتريات الضخمة.
واعتبرت مارغريت وورث، وهي باحثة في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن “هذه الأسعار تجازف بجعل اللقاحات بعيدة عن متناول كثيرين في العالم”.
وأشار مارك إكليستون تورنر إلى أن لقاح “أسترازينيكا” يتمتع أيضاً بمزايا تتجاوز تكلفته، عندما يتعلّق الأمر بطرحه في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إذ أن النطاق العالمي للتصنيع يقلّص مخاوف بشأن الدول التي تقيّد الصادرات، مرجّحاً أن يكون نقل اللقاح وتخزينه أكثر سهولة.
ولفتت “بلومبرغ” إلى إمكان الاحتفاظ بجرعات “أسترازينيكا” في درجات حرارة البراد، فيما تتطلب تلك التي تنتجها “فايزر” و”موديرنا” تجميدها للتخزين والنقل على المدى البعيد.