اكتشاف أبعد مصدر لإشارات راديوية فضائية على بعد 13 مليار سنة ضوئية
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/متابعات[/su_label]
ساعد التلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، في اكتشاف المصدر الأكثر بُعداً للإشارات الراديوية في الفضاء.
وقال العلماء إن ذلك المصدر هو “كوازار” (نجم زائف) لامع تنبعث منه موجات الراديو، ويقع على بعد 13 مليار سنة ضوئية.
وهذا يعني أن إشارات الراديو المنبعثة منه استغرقت 13 مليار سنة للوصول لكوكب الأرض، أي أن الإشارة الراديوية الأولى انبعثت من ذلك الكوازار بعد الانفجار الكبير بأقل من مليار سنة، ووصلت إلى الأرض الآن.
ضعف الشمس بمليار مرة
ويمكن لذلك الاكتشاف أن يوفر أدلة مهمة لمساعدة علماء الفلك على فهم الكيفية التي تشكل بها الكون.
والكوازارات، المعروفة أيضاً بالنجوم الزائفة، هي أجسام ساطعة للغاية تقع في وسط المجرات. كبيرة الحجم بشكل لا يُصدق، إذ إن بعضها يبلغ حجمه نحو مليار ضعف حجم شمس الأرض.
وتبث تلك النجوم الزائفة إشارات راديوية منتظمة يُمكن رصدها باستمرار بواسطة التلسكوبات العملاقة.
والكوازار المكتشف حديثاً، والذي أطلق عليه العلماء اسم “P172+18” يقع على بعد هائل من كوكب الأرض، إذ استغرق ضوؤه مليار سنة للوصول إلينا. أيّ أن العلماء الآن ينظرون إليه عندما كان عمر الكون نحو 780 مليون سنة فقط.
ماضي النجم لا حاضره
لتبسيط الأمر، إذا ما نظرت إلى نجم ما في السماء يبعد عن كوكب الأرض بمليون سنة ضوئية فأنت لا تنظر إلى “حاضر” النجم بل إلى “ماضيه”.
فقد استغرق الضوء الذي يحمل معلومات حول النجم ويُشير إلى موضعه، مليون سنة كاملة للوصول إلى الأرض. هذا يعني أن ما تراه الآن هو ماضي النجم، لا حاضره.
فما يحدث على سطح النجم في اللحظة التي تراه فيها الآن، لن يصل إلى كوكب الأرض إلا بعد مليون سنة كاملة، وهو الزمن الذي يستغرقه الضوء المحمل بالمعلومات للوصول إلى الأرض.
وبالمثل، فإن هذا الكوازار يقع في أعماق الكون السحيقة على بعد نحو 13 مليار سنة ضوئية. وعليه فإن الموجات الراديوية التي وصلت منه الآن مُحملة بمعلومات، قد تكشف النقاب عن خصائص تشكل الكون في ذلك الزمان. هي باختصار معلومات من الماضي وصلت الآن فقط إلى حاضرنا.