آداب وفنون

كينونة الإنسانية.

خاطرة : نادين عبد الجبار

في الحياةِ سنرى ذلكَ الطفلَ الذي لم يكمل دراسته  يعمل ويكد ويكدح كي يعيل أسرته.

ونرى ذلك المجنون الذي يرمي بنفسه بين أكوام القمامة ونرى ذلك الشاب الذي يبحث في مخلفات المشروبات الغازية من أمام المحلات.

ونرى من شرَّده الجوع ورمى به على تلك الأرصفة الصماء.

وهناك طفل لايكاد يبلغ العاشرة يرفع صورة قائلََا (من يشتري صحف اليوم)

وهناك في المستوصفات من تسمع انينه وبكاءه من الألم الذي مزَّق أحشاءه ولايملك مبلغاََ لعلاجِه.

ونرى من يقف أمام المطعم لكي يأكل ما يبقيه الناس من مخلفات.

هكذا صار الحال أشبه بالواحة السوداء يجسدها الجشع والظلم والحرمان أفضل تجسيدِ ليبدع الفقر حقاً برسم لوحته على حياة البؤساء في زمان كثرت فيه المظالم وكثر فيه الحرمان.

نعم ..الحرمان من تلك الحياة التي من المفترض أن يعيشها الإنسان ليتمتع بإنسانيته..

ولكن عن أي إنسانية علينا التحدُّث .

فهل أبقى المتسلّطون لها من مُسمى .

فياليت الفاروق يأتي لينظر أي ظلم صارت تعيشه أمة محمد وياليته يأتي ليعلم كل من ترأس حياة الناس معنى العدل والإنصاف ومعنى الإنسانية.

فحقا هو الفقر مَن قد جرَّع الإنسانية طعم المر ليطعمها الموت في حلقوم البؤس.

فالفقر  هو ذاك الشبح الذي يفترس البراءة ليوقعها في (رذاذه العيش )

وكينونة الجوع.

وهو مَن يُفقِد الكبرياء مسماها ويرمي بها على حافة الألم، وفئة التهميش تلك التي تحد من اتصالها بالإنسانية.

ولكن وفي النهاية،

لا استطيع سوى أن نخُط كلمات الاستحياء من تلك الإنسانية المهدورة .

ولاأقول إلا كما قال الفاروق :

(لو كان الفقر رجلاََ لقتلته).

زر الذهاب إلى الأعلى