وأخيرا الباحة تتنفس الصعداء وتستنشق هواء الآمن والسلام.

كتب: فايز عقلان
طورالباحة حاضرة الصبيحة وملتقى التسوق لمديريات المضاربة والمقاطرة والقبيطة وتعتبر ممر رئيسي يربط العاصمة الجنوبية عدن بمحافظة تعز اليمنية ، حيث مرت الباحة في السنوات الثلاثين الماضية منذ مابعد مايو1990م بوضع قاسي وكارثي واقتتال وسفك لدماء الأبرياء من مرتادي السوق ومن الناس السلميين الذي ليس لهم أي قضية من قضايا الثار.
سنوات قاسية مرت فيها طورالباحة ولم يشعر أبنائها يوما بالسكينة والطمأنينة، بل عاشوا في خوف وهلع وتناحر وسفك لدماء الابرياء في وسط أسواقها، وبحسرةً وألم ظل المجتمع يترقب ويناشد ويطلق صيحات الاستنجاد لعل من مجيب أو مصلح يصلح أحوالها ، الكثير من المواطنين غادروا إلى عدن ومناطق اخرى بحثا عن الأمن والامان، وايضا بعض التجار ذهبوا الى مدن أخرى بحثا عن الأمن والامان الذي انعدم بطورالباحة ، هذه المديرية التي كان يضرب بها المثل ماقبل مايو 1990م بسلميتها وتعايشها وثقافتها وتآخيها وكانت فعلا بلد الأمن والامان طورالباحة حاضرة الصبيحة.
إلى أن جاءت الانفراجة بعد تكاتف جهود الشرفاء والمخلصين من قيادات وطنية من الانتقالي ومن السلطة المحلية وأبناء المجتمع وقيادات عسكرية تكاتفت واوصلت صوتها للقيادات العليا بمعاناة المجتمع.
وما كان من هذه النداءات إلا أن قوبلت باستجابة من القائدان الرئيس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد العام للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد محمود احمد، سالم وزير الدفاع السابق وتعاملوا مع تلك المناشدات باهتمام بالغ لما تمثله الصبيحة وطورالباحة من اهمية استراتيجية واصدروا توجيهات بارسال حملة أمنية عاجلة لتأمين طورالباحة واوكلت مهمة قيادتها تلك الحملة للقائد الشجاع العميد حمدي شكري الصبيحي قائد اللواء الثاني عمالقة وبمشاركة تشكيلات من مختلف الالوية الجنوبية في المديرية (اللواء الثامن احتياط والحزام الامني واللواء 120 مدفعية) ..
وفي فترة وجيزة استطاعت تلك الحملة من فرض الأمن والاستقرار وضربت بيد من حديد لاستتباب واستقرار المديرية، كما استطاعت الحملة الامنية ايضا تطبيق منع حمل السلاح في عاصمة المديرية الذي اتخذته اللجنة الأمنية التي يقودها مدير عام المديرية ومازلت الحملة تسير وفق خطتها الامنية المرسومة ، حيث لاقى قرار منع حمل السلاح تجاوب واسع بين المواطنين ومسانده كبيرة من، قبل قيادة السلطة والانتقالي بالمديرية إلى جانب عدد من المشائخ والوجاهات القبلية.
ومن هذا المنبر الإعلامي نوجّه كلمة شكر وتقدير للقائد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس الرئاسة واللواء محمود احمدسالم الصبيحي والدكتور الزعوري على تفاعلهم وتجاوبهم واهتمامهم مع قضايا المجتمع الصبيحي ولما قدموه من دعم للحملة الامنية ونقدم شكرنا لقيادة السلطة والانتقالي في المديرية على التنسبق والعمل المشترك والوقوف جنبا الئ جنب كلا يشد الاخر لخدمة المديرية والشكر ايضا للتشكيلات الأخرى التي التفت حول قائد الحملة الامنية العميد حمدي شكري لإنجاح المهمة وتأمين المديرية ومرافقها وخطوطها العامة ، ولاننسى هنا أن نشكر مديرعام المديرية وقيادة المجلس الانتقالي بالمديرية ومدير الأمن وقائد المنطقة الأمنية الثانية على متابعتهم المستمرة للاوضاع في المديرية واهتمامهم الشديد لنجاح الحملة، وفي الأخير نشكر العميد أحمد علوان ثابت رئيس اللجنة المجتمعية علئ جهوده ومتابعته المستمرة لاوضاع المديرية، هذا الرجل صراحة لا نبالغ أن قلنا بأنه المرجعية السياسية والعسكرية والاجتماعية لطورالباحة حاضرة الصبيحة بالرغم من وضعه الصحي الذي يعانية، اتمنى له الصحة والسلامة والعمر المديد.
وفي الاخير هنيا لكم يا ابناء طورالباحة حاضرة الصبيحة هذا النجاح والعرس بعد ان عانقت الحرية ،واتمنى منكم جميعا ان تحافظوا على هذا المنجز التاريخي وان تتكاتفوا وان تلتفوا خلف قيادة المديرية سلطة وانتقالي ومجتمعية من اجل استمرار دوران عجلة التنمية في المديرية امنيا وتربويا وصحيا لتحقيق مزيد من النجاحات في الجوانب الاخرى لبناء مادمرته حكومة صنعاء ونضامها الغاشم..