استطلاعات

«هل حل الرئاسي وإعادة الرئيس هادي للسلطة».. هل يحل الأزمة الحوثية الإقليمية ؟

كريترنيوز/ استطلاع

هل فشل مجلس القيادة الرئاسي أم أن دوره قد تلاشى وانتهى ليتم إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية اليمنية لإتمام الصفقة الحوثية الإقليمية المشبوهة؟

هل بات الرئيس هادي أفضل الحلول السيئة المتاحة؟

هل بات حل مجلس القيادة الرئاسي وإعادة الرئيس هادي إلى منصب رئيس الجمهورية اليمنية مطلبا إقليميا حوثيا ملحا لاستكمال المسرحية الإقليمية الحوثية؟ وهل الحوثي هو من طالب بعودة الرئيس هادي أم أن هنالك أطراف إقليمية ترقب أيضاً في عودته لتمرير أجندة معينة وهي من أوعز للحوثي بذلك نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، وبدولة الإمارات العربية المتحدة ولتعميد الوحدة اليمنية المشؤومة بمزيد من دماء الجنوبيين؟

وبحسب مراقبين قالوا : إن صح ذلك معناه إنحراف تسعين درجة في مجريات الأحداث وقلب الطاولة على بعض الأطراف الفاعلة في الأزمة ؟ كيف يحدث هذا؟

بالأمس القريب كانت مليشيات الحوثي ووسائل إعلامها يطلقون على الرئيس هادي (الشارد المنتهية ولايته) وغيرها من الألفاظ والصفات الذميمة التي لاينبغي ذكرها في هذا المقام واليوم صار هادي في نظرهم شرعيا ولابد من عودته ومن توقيعه لإتمام صفقة مساعي الحلول المشبوهة ؟ هل نحن أمام تبادل أدوار وتلاعب مفضوح بالأوراق السياسية ، هدفه المشترك شق النسيج الجنوبي وافتعال المزيد من الأزمات على الأرض الجنوبية، أم أن الحاصل مجرد مناورات ونوع من الضغوط ؟

وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية نقلاً عن مصادرها أن حكومة صنعاء قدمت اشتراطات جديدة قلبت مفاوضات الرياض رأسا على عقب، أبرزها إعادة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي مجدداً لرئاسة البلاد لتوقيع الاتفاق النهائي،

وقالت إن حكومة صنعاء تتأهب حالياً لاستئناف مفاوضات الرياض مع الجانب السعودي بعد إعداد رؤية شاملة لكافة القضايا مشيرة إلى أن جولة مشاورات جديدة ستعقد قريباً بين السعودية وصنعاء لإعداد الصيغة النهائية لخارطة السلام التي ربّما تعقد في صنعاء أو الرياض أو في مسقط.

وللاطلاع على المزيد من المعلومات التقت «سمانيوز» عدداً من الكوادر الجنوبية وخرجت بالحصيلة أدناه ؛

 

الحوثي لا يلعب منفرداً :

 

كانت البداية مع الأستاذ محمد عبد الله الموس حيث قال : الشيء الأكيد أن الحوثي لا يلعب منفرداً على مسرح التطورات السياسية، بل قد أفصح عن ذلك محلل سياسي عماني، إذ أوضح أن ما دفع الحوثي للحوار هو تراجع الدعم الإيراني بمختلف جوانبه بما فيها العسكري والسياسي، ولا يتوقع أحد أن تتخلى إيران عن ذراعها في صنعاء بشكل كامل، ولا شك أن المشورة مستمرة بين صنعاء وطهران ولا يستبعد أن الخبرة الإيرانية في الحوارات تمثل مدرسة لن يحرم منها الحوثي، أما فيما يخص مظلة الشرعية، فهي مظلة مؤقتة بغض النظر عن من يمثلها، وصحيح أن المجلس الانتقالي الجنوبي استخدم الشرعية كمطية جيدة لتحقيق مكاسب سياسية تخدم التطلعات المشروعة للجنوب أرضا وإنسانا إلا أن تغير شكل هذه الشرعية لن يؤثر لا على المجلس الانتقالي الجنوبي ولا على المشروع الوطني الجنوبي المتمثل في تقرير المصير، كما لن يؤثر على الدور الإقليمي والدولي فيما يخص الحل السياسي الشامل.

 

أقيم الرئاسي على انقاض شرعية هادي :

 

من جهته الناشط الإعلامي ياسر محمد السعيدي قال :

تم تشكيل المجلس الرئاسي قبل عام ونصف تقريباً في المملكة العربية السعودية على أنقاض شرعية الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي والذي بإزاحته طويت حقبة الشرعية التي يمثلها فاستعاضوا بالمجلس الرئاسي لمحاولة بقاء الشرعية على قيد الحياة

وإما مايتداول من أن الحوثي طرح شرط أن يعود الرئيس هادي إلى الحكم للتوقيع على الاتفاق المبرم بين مليشيات الحوثي والسعودية فهذا ضرب من ضروب الخيال ، ولن تتحقق هذه الشروط لكون الحوثي في موقع لايسمح له بهذه الاشتراطات التعجيزية فهو يعاني من أزمة اقتصادية خانقة وهو كالغريق الذي يريد قشة لينجو بها من الغرق المؤكد.

وأردف الأستاذ ياسر قائلاً :

كل مانسمعه هو إعلام فقط ومحاولة وضع نفسه في موقع القوي في أي تفاوض قادم ، أما بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي فهو غير ملزم بأي اتفاقيات لم يدخل فيها ولن يوافق على شي إلا إذا كان يصب في مصلحة استعادة الدولة الجنوبية وأن يكون طرفا رئيسيا في أي تفاوض قادم.

 

من فشل إلى فشل :

 

من جهته المحلل السياسي العقيد سالم المرشدي يقول :

في البدء يجب أن يدرك الجميع أن جميع من تناوب على حكم اليمن التعيس خصوصاً منذ اجتياح الجنوب في حرب صيف 1994م ، وهم يسيرون من فشل إلى فشل وتضاعفت وتيرة الفشل عقب تدخل التحالف العربي في الأزمة الأخيرة وعدم إدارتها بالشكل الصحيح، حيث انكشفت القيادة اليمنية على حقيقتها القائمة على نهب المال العام، وأردف قائلاً : وبات واضح وضوح الشمس أن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن أظهر فشلاً ذريعاً في القيام بالمهام التي أوكلت إليه في ال 7 من أبريل 2022م وانشغلت تلك التكوينات بترتيب أوضاعها المالية والوظيفية قبل أن تكون لها لوائح منظمة لعملها.

حوالي 15 شهراً منذ الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي والهيئات الأخرى (اللجنة العسكرية وهيئة التشاور والمصالحة واللجنة الاقتصادية واللجنة القانونية) وجرى إطلاق الوعود لمعالجة الأزمات الخانقة التي يعيشها المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي في محافظات الجنوب المحررة كذلك ارتفاع سعر الصرف مع العملة المحلية التي أرهقت الشعب ، وأصبح مجلس القيادة الرئاسي يسير من فشل إلى فشل منذ تشكيله ،

ومن هنا يتم الإعداد والتحضير لاستبعاده عن المشهد اليمني بشكل عام سوى على الصعيد اليمني أو الجنوبي من باب العمل على ترتيب الحل النهائي للأزمة اليمنية وماتلك التحركات المكثفة الأخيرة في المشهد اليمني التي شهدتها العاصمة عدن المتمثل في وصول أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم البديوي إلى عدن في 1/سبتمبر 2023م تزامنا مع زيارة المبعوث الدولي لليمن السيد هانس غروندبرغ ومنها بفترة وجيزة لقاء آخر بكل الأطراف المذكورة في أبوظبي وصولا إلى الرياض ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور الدورة ال78 للأمم المتحدة التي حضرها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ،وهو أول قائد جنوبي يصل إلى الأمم المتحدة منذ 29 عاما أي بعد حرب صيف 1994م

كل هذه التحركات المذكورة التي تم ذكرها أتت تزامنا مع زيارة أخرى وهي وصول وفد مليشيات الحوثي برفقة وفد عماني إلى الرياض وبحضور ، الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ولقاء آخر جمعها بقيادات رفيعة بالمملكة العربية السعودية.

وتابع الأستاذ المرشدي قائلاً : هذا المشهد وحسب تصوري الشخصي يأتي صوب حل الدولتين ولن يكون هناك مكان أو عودة للرئيس السابق المشير عبدربه منصور هادي بدليل ماتطرق له الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمته بهيئة الأمم المتحدة وهي جملة تقال لأول مرة عندما قال الحفاظ على المركز القانوني للشرعية اليمنية ، وهذا واضح المعنى بأنه يستبق الأحداث ليحافظ على موقع للشرعية اليمنية سوى بحق اللجوء السياسي أو فرض تعيينهم في مناصفة أخرى لقيادة الجمهورية العربية اليمنية مع بقية الأحزاب اليمنية والحوثيين وهذا كلام واضح يبعدنا عن سؤالكم حول عودة عبدربه منصور لرئاسة اليمن فهذا بعيد كل البعد ولو عدنا إلى تاريخ الأزمة اليمنية لوجدنا هناك 3 مبعوثين لليمن جميعهم فشلوا في إيجاد حل للأزمة اليمنية ، بالإضافة إلى 3 أمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ابتداء من السيد عبداللطيف الزياني الذي طوي صفحة المخلوع صالح ، ثم السيد نايف الحجرف الذي طوى صفحة عبدربه منصور هادي وحاليا جاسم البديوي الذي من المؤكد أنه سوف يطوي صفحة رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي.

 

مجلس هلامي مليئ بالمتناقضات:

 

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني مسك ختام استطلاعنا حيث قال : أولا دعنا نتفق أن المملكة خلقت مجلس رئاسة هلامي مليئ بالمتناقضات لايوجد تجانس أو توازن أو حتى قواسم مشتركة لتستطيع تسييره كيفما شاءت لذلك مسألة ضعفه من قوته هي ميزة ظلت تلازمه منذ تأسيسه. وأردف : هي أرادت ذلك فلا يمكن أن تعيب عليه وتحمله مسؤولية أي سلبيات في مسيرته، لكن السحر انقلب على الساحر ظهر التناقض بين موقف المملكة وموقف الأعضاء في ذلك المجلس بكل أطيافهم أثناء مفاوضات المملكة مع الحوثيين،

وقال : إن الجنوبيين لايقبلون بذلك الإقصاء المتعمد لمراحل التفاوض و(أركانهم) لمفاوضات الحل النهائي الذي ستتشكل ملامحه في المراحل الأولية، لقد أدرك الجنوبيون خطورة ذلك وأنهم لن ينتظروا حتى تتفق الأطراف اليمنية فيما بينها وبعد ذلك يتفرغوا لهم لذلك كان طلب مشاركتهم أحد أسباب الخلاف مع المملكة،

وأن الشماليين لن يقبلوا بتسليم دفة الأمور للحوثة شمالاً فهم يعرفون مدى خطورة أمر كهذا ولا يزال تحالف عفاش معهم ماثلا للعيان هم يدركون أن ثبات حكم الحوثيين مستقبلا يكمن في القضاء على كل مصادر الخطر وأولها أنصار عفاش وحزب الإخوان وقبائل طوق صنعاء هذه المعادلة خلقت حالة من عدم التوافق تجلت في انسحاب الوفد السعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء كلمة العليمي واعتقد أن ما أغضبهم هو الإصرار على عودة الشرعية إلى صنعاء وتسليم سلاح المتمردين الحوثة وهي إشارات أكد عليها العليمي في ذلك الخطاب.

 

مطلب الحوثيين تلاقى مع غضب المملكة :

 

وتابع الأستاذ الجاروني قائلاً :

لذلك أعتقد أن مطلب الحوثيين جاء ليتلاقى مع غضب المملكة ، وقد يكون بإيعاز منها وخصوصا وأن المملكة لم تبد أي رفض لذلك المطلب الغريب، لذلك سواء إن كان ذلك الطلب حوثيا أو سعوديا فهو أولاً وأخيرا لم يأت في مصلحة الشعبين في اليمن والجنوب ، وإنما جاء لتنفيذ مخطط كانت المملكة تظن بإمكانية تنفيده من تحت مظلة المجلس الرئاسي ، وعندما شعرت بخطورة فشلها ذهبت للتفتيش عن بديل سيقبل بتنفيذ أجندتها دون شروط ، ولا أظن أن هادي سيقبل بذلك الدور بعد أن خدلته المملكة في أكثر من منعطف.

وختم الجاروني قائلاً :

مايهمنا هنا هو موقف قيادتنا في المجلس الانتقالي الذي يجب أن تتمسك بشراكتها في مراحل السلام المختلفة لا يمكن الاعتماد على جميع الأطراف الأخرى إذا ما اتفقت كيف سيكون موقفها من القضية الجنوبية لذلك كان موقف الأخ الرئيس عيدروس الزُبيدي واضحاً بأننا غير ملزمين بأي اتفاقات لم نشارك في صياغتها وإقرارها وأن قضية الجنوب لايمكن القفز عليها أو تجاوزها إذا كان المجتمع الدولي ينشد السلام الدائم ، فلا سلام دون حل لقضية شعب الجنوب فهي مفتاح للكثير من المشاكل في الجنوب واليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى