المزارع والأفعى

أقصوصة: أثمار المحروقي
في أحدى القرى كان هناك رجل غنيًا وكان كريم وذو قلب طيب لايرد شخصا اذا اتاه طالبًا العون والمساعده منه .
فقد كان أهل القرية ينتظرون أمام بيته كل صباح ،فيقوم هو بتوزيع الطعام والأموال عليهم.
أما زوجته فقد كانت عكسه تمامًا فهي تتصف بالبخل الشديد وقلبها قاسي لاترحم أحد وثرثارة و دائمة المشاكل وكانت تخاف على الاموال التي يبذرها زوجها وتعترض على مايفعله.
أستمر الحال على ذلك وهو يعطي وينفق هنا وهتاك إلى أن بدأت ثروته تقل شيئا فشئيا وأصيب بالفقر الشديد فخسر بيته الكبير والجميل ذات الاثات الفاخره وأصبح معدم لم يملك شيء ،إلا أن أهل القرية لم يتركوه هكذا بالرغم انهم لم يملكوا شيئا فهم فقراء مثله إلا أنهم أخذوا له كوخًاصغير ويحاط بمزرعة صغيرة لكي يزرع بها بعض الخضروات ويعيش من مايزرعه إن أمكن .
عند وصولهم الى هذا الحال زاد تدمر وإنزعاج الزوجه على زوجها فكانت تصرخ عليه كل ليلة وتلؤمه بانه السبب في أيصالهم الى هذا الفقر المدعق.
وفي ذات ليلة خرج الرجل إلى مزرعته وجلس تحت شجره ليرتاح تحت ظلها وبعدها شعر بالعطش الشديد فالمزرعة قرييه من البيت الا انه رفض الذهاب إليه لكي لايسمع صراخ وثرثرة زوجته المزعجه فقرر أن يذهب إلى البئر ، وبينما هو يسحب الدلو ومد يده لاخراجه لكي يشرب الماء كانت هناك أفعى فوق الدلو، خاف المزارع منها، ومن شدة الخوف ارتجفت يداه وكاد يرمي بالدلو الا ان الأفعى صرخت وقالت له.. لا لا. أيها المزارع الطيب لاترمِ الدلو بهذا ستعيدني الى قاع البئر و أنت الان انقذتني، ولك ماتتمنى.
أستغرب المزارع واندهش من كلام الأفعى وقام بإخراجها، شكرت الافعى المزارع وقالت له تمنى ماتريد أيها المزارع فانت انقذت حياتي، الا ان المزارع لم يهتم لماقالته وذهب للجلوس تحت ظل الشجرة ويرتاح إلا ان الأفعى لم تتركه أتت اليه وكانت تصر على أنه يتمنى وقالت له لك ثلاث أمنيات، نظر إليها المزارع وقال في نفسه؟ اتمزح هذه الافعى أم أنها تتكلم بجد، سأرى إن كان ماتقوله صدق أم أنها تكذب، بالفعل، طلب منها أول أمنية وهي توفير بيتًا كبيرًا له، وماهي لحظات تحول الكوخ إلى بيت كبير وجميل، خرجت زوجته وهي تصرخ باعلى صوتها ماهذا ماهذا؟؟
عاد المزارع الى بيته وراى زوجته تلف وتدور على البيت جن جنونها لما رأته ُوتقول له أنظر يازوجي كيف تحول الكوخ الى هذا البيت الجميل، نظر إليها فقط ولم يتحدث بكلمة.
في اليوم الثالي التقى المزارع بالأفعى وطلب منها الأمنية الثانية وهي توفر له المال والمجوهرات
لكي يستطيع توزيعها على الفقراء والمحتاجين، عندما رأت زوجته المال والمجوهرات أخذتهم منه ولم تعطيه فقالت له من اين لك هذا ؟ إلا انه لم يخبرها، وظلت تساله وتساله وهو صامت ، فزاد غضبها عليه.
فاض صبر المزارع وسئم من زوجته البخيله والثرثارة ومن مشاكلها ، فقال في نفسه؟ سأذهب إلى الافعى واطلب منها أمنيتي الثالثة وهي تبذل لي زوجة أخرى تكون لطيفة وكريمة ،
وبينما هو واقف أمام البئر وينظر إلى اسفله ويقول على أمنيته كانت زوجته قد تتبعت خطواته هو ينادي ويطلب امنيته خرجت له زوجته وهي تصرخ ماذا تفعل، ماذا تفعل هنا؟ عندما سمع صوتها أرتعب وسقط إلى قاع البئر صرخت الزوجه تطلب النجده ولكن لم يكن هناك احد، فظلت تصرخ وتقول انقذوا زوجي العزيز ، فكان ينادي لها باعلى صوته من قاع البئر ويقول لها أطلبي أمنيتي الاخيرة من الأفعى بأن تأتي وتنقذني طلبت الزوجه الأمنية فأتت الأفعى ولكنها رفضت تحقيق هذه الامنية الا بشرط فقالت الزوجه لكي ماتطلبي ؟
قالت الأفعى:- يجب عليك أن تغيري من تصرفاتك مع زوجك وان تلبي طلباته وتبتعدي عن المشاكل، وافقت الزوجه في الحال وماهي لحظات الا وزوجها أمامها.
عاد المزارع وزوجته الى بيتهما وأصبحت تسانده و تساعده في تقديم المساعدات للفقراء مثله تمامًا .