تقارير وحوارات

تكاليف الزواج الباهظة .. عرف اجتماعي أو تفاخر بالأعراس وتباه؟

كريترنيوز / تقرير / دنيا حسين فرحان

الأعراس هي أحد أهم الأشياء التي يتم التخطيط لها والوصول إليها والتي تتطلب تكاليف من أجل إقامتها لأهل العريس والعروس وتختلف طقوس وتقاليد الزواج من منطقة لأخرى ومن محافظة للثانية بحسب طبيعة وعادات وأعراف تلك المناطق، وهو ما يجعل البعض يتعاونون فيما بينهم من أجل إتمام العرس ونوع من أنواع التعاون الاجتماعي بين بعض الأسر خاصة في القرى والمحافظات التي تعرف بالقبيلة.
الأعراس اليوم تطورت كما تطورت أشياء كثيرة في المجتمع فبدأت تخرج من الإطار الاجتماعي البسيط والذي لا يكلف كثيرا ومع زيادة الأسعار والغلاء الحاصل في البلاد أصبحت الأعراس اليوم أكثر ما يمكن أن يكلف على الأسر وهناك من يقوم بالدين والاستلاف من أجل أن يتم زواج ابنه أو ابنته ويكون بالشكل اللائق كما يريدون ومن أجل أن يرضى كل الحاضرين عنه.
في عدن أصبحت الأعراس موضعا للتفاخر وقاعات العرس أماكن للتباهي والتفاخر فيما سيقدم من طعام وما هي الحركات التي ستعرض بالعرس وطقوس اللبس وطاولات العرس وكل مستلزماته، وأصبح ذلك عادة يجب أن يقوم بها كل من يريد الزواج ومن يقلل من ذلك يعتبر حاله شادة وغريبة وتكثر الأقاويل عليه بالتقصير وبالنقص وهذا ما خلق فجوة كبيرة في المجتمع بين من يريد أن يقيم عرسا حتى لو كان بتكاليف باهظة ومن يفرح بصمت موجع ولا يقيم شيئا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون.

أسعار قاعات وتكاليف العرس تفوق الـ3 مليون ريال يمني :

تتحدث أم علي :
أصبحت الأعراس اليوم للأسف مكلفة جدا جدا والسبب نحن المواطنون بدلا من أن نبحث عن البساطة أصبحنا نبحث عن التفاخر بالعرس وكل مستلزماته نذكر أننا في زمننا كنا فقط نريد أن نقيم العرس بأبسط ما لدينا لا نتكلف في شيء لا من لبس أو تفاصيل أو قاعة العرس حتى نقيمه في البيت أو بسطح المنزل أو حتى في أي مكان المهم أن يقام، اليوم أجد الفتيات يبحثن عن التباهي وعن التفاخر في اللبس وفي الأغراض التي سوف تشتريها وعدد أيام العرس التي تتعدى أحيانا الـ5 أيام ولكل منها طقوس وصرفيات وكل ذلك من أجل ان تنافس صديقاتها في ما قاموا به بأعراسهم حتى المهر لم يعد يكفي فتضطر العروسة للتدين أو الاستلاف من أحل أن تقوم بكل ما تريده وتخرج من العرس بخسارة كبيرة فهناك أيضا طلبيات القاعة وتفاصيل الزفاف والفستان ومتعلقاته كل هذا وأكثر نجده اليوم للأسف برغم الظروف الصعبة التي نمر بها.

طاولات الأعراس تحتاج ميزانية خاصة :

تضيف سالي علي :
نذهب إلى الأعراس ونشاهد البدخ في تقديم الطعام على الطاولات فلا تكتفي بعض الأسر بتقديم العشاء فقط بل توضع على الطاولات أكثر من شيء منه المكسرات بأنواعها والحلويات والمشروبات وهناك من يضيف وجبات فيبقى العرس كله فقط تفاخر بما سيقدم وما يؤكل ولو تم حسابه ما وزع في العرس ستفوق الميزانية ال3 أو الـ4 ملايين فالقاعة تحوي أكثر من 500 شخص مدعوا وهذا يعتبر جريمة في ظل الغلاء هناك من لا يتمكن من توفير قوت يومه وهناك من يضغط على نفسه من أجل توفير أبسط مقومات الحياة، وعندنا يشاهد مثل هذه المظاهر أو يسمع عنها يشعر بالحزن الشديد لما وصلنا إليه من تباه وتفاخر بأشياء كانت بسيطة وجميلة ، الآن كل ما يقدم هو خسارة بحجة أنها ليلة العمر ولن تأتي إلا مرة واحدة وهذا أكبر خطأ نقع به.
نريد أن نعود كما كنا بسطاء الأعراس بسيطة وكانت تبقى الفرحة بالقلب ولا تنسى نلاحظ الآن أكثر الأعراس يصحبها مشاكل وهموم وقد لا تكتمل مع الأسف ربما بسبب الإسراف الذي نقوم به وضاعت البركة وأصبحنا نفكر كيف سيكون العرس وما الذي سوف نقدم فيها ونحسب كل شيء خاصة من ظروفه صعبة أو بسيطة يبقى في صراع مع الحسابات وشباب هذه الأيام بدون وظائف حكومية والعبئ عليهم كبير وحتى الأهالي أصبحوا يحسبون كل شيء في الأعراس ويعيشون المعاناة بدلا من الفرحة.

أزمة أهل العريس في تحمل تكاليف الزواج :

تختتم رنا عبدالله الحديث :

أكثر ما يمكن أن يسبب أزمة للشباب وأم أو أبو العريس هو تكاليف العرس الآن أصبح أهم شرط عندما يتقدم شخص للخطبة أن تكون تكاليف العرس عليه وهذا يعني أن قاعة العرس والعشاء وما سيقدم يتكفل به العريس وأهله وهناك بعض الأهالي يدخلون على طمع خاصة لو كان الشاب مغترب أو لديه قدرة مادية فتزيد الطلبات أو حتى لو كان يريد الزواج بسرعة يبدأوا بشروط صعبة خاصة قبل أن يحدد العقد وهذا ما يدخل أهل العريس في أزمة كبيرة في كيفية تحمل كل الطلبات وتكاليف العرس حتى يتم في موعده وقد تحدث مشاكل أو صراعات بينهم وخلافات بسبب بعض التفاصيل أو الأمور المادية التي قد تتفاقم ويصعب تداركها وقد تنهي الزواج والارتباط وهناك من تظل حتى لبعد الزواج والبعض الآخر يضطر لأخذ قروض من البنك أو دخول هكبة أو حتى بيع ذهب أو التسلف من أجل أن يقضوا كل الصرفيات ويتم العرس، والدخول بعدها في ديون قد تتجاوز العام أو العامين كل ذلك من أجل ماذا ولماذا وصلنا لهذا الحال الصعب؟.

وتبقى الأعراس في عدن عادة لا بد منها ولكنها تختلف في منظور الأفراد من حيث الشكل وما يتم فيها بحسب الإمكانيات والتفكير وطبيعة أهل العروس والعروسة.

زر الذهاب إلى الأعلى