مكاتب السفريات .. مابين تسهيل السفر واستغلال المسافرين

كريترنيوز/ تقرير / محمود أنيس
تشهد العاصمة عدن ومعظم محافظات البلاد تواجد العديد من مكاتب السفريات والتي أصبحت مابين النفع والاستغلال للمسافرين ، لاسيما إيجابياتها التي تعد أقل سلبياتها.
ومن إيجابيات مكاتب السفريات تلبية احتياجات المسافر ، وذلك من خلال توفير خدمات متكاملة ومتنوعة تشمل حجوزات التذاكر والفنادق، وكذلك التأشيرات وخدمات الحج والعمرة.
وفي تقريرنا سوف نسلط الضوء على دور مكاتب السفريات، من خلال تسهيل إجراءات المسافر واستغلال المسافرين.
دور مكاتب السفر :
يأتي دور مكاتب السفريات في تسهيل إجراءات حجز المسافرين للدول المسموح لنا بدخولها، بالإضافة إلى ترتيب رحلات أخرى إلى دول أوروبا وآسيا وغيرها من بلدان العالم.
كما أن مكاتب السفريات تقوم بترتيب برامج الحج والعمرة والحجوزات الفندقية للحجاج والمعتمرين ووسائل النقل، إضافة القيام بعمل استخراج الفيز والموافقات الأمنية لبعض الدول المسموح لنا بالسفر إليها مثل الهند ومصر والأردن وبعض دول آسيا وأفريقيا، كذلك استخراج فيز العمرة والحج والعمل والزيارة.
تسهيل إجراءات سفر المسافرين :
تقوم مكاتب السفريات بتسهيل سفر وإجراءات المسافرين في العديد من الأمور وبطرق مختلفة سواء عن طريق الحضور للمكتب أو التواصل مع المكاتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يقوم المسافر بعرض ما يريد، وبالتالي يقوم المكتب بتقديم العروض للمسافرين. حيث أن مكاتب السفريات تقوم بعملية تسهيل الحجوزات دون الحضور للمكتب ، وذلك من خلال إرسال جواز السفر عبر الوتساب أو ماسنجر أو فيسبوك أو الإيميل ، وبذلك يتم استخراج التذاكر ووضعها في ملف PDF، لكي يستطيع سحبها من أي مكان، وبالمقابل يقوم المسافر بإيداع مبلغ التذكرة عبر الحساب المصرفي الخاص بالمكتب ، وبهذا يكون المكتب قد سهّل للمسافر الحجز دون الحضور.
كما أن هناك مكاتب تقدم خدمة الحجز الفندقي للمسافرين القادمين بالإضافة إلى تقديم خدمة الاستقبال من المطار والنقل من المطار إلى الفندق، وذلك مقابل مبلغ مالي لرسوم الخدمة.
تحايل واستغلال المسافرين :
مثلما تقوم مكاتب السفريات بتسهيل سفر المسافرين، فإن هناك بعض المكاتب التي تقوم بتسهيل سفرهم عن طريق استغلالهم والتحايل عليهم.
وحول هذا الموضوع تحدث أحد العاملين في أحد مكاتب السفريات قائلاً : المكاتب تقوم باستخراج فيز السفر العلاجية للهند عن بعد وذلك أن يقوم المسافر والمرافق بتسليم جوازاتهم للمكتب وهو يقوم باستخراج الفيز دون السفر إلى جيبوتي. والمكتب الذي أعمل فيه لا يقوم باستخراج الفيز ، وإنما يحول الأمر إلى مكتب آخر، حيث كنا نحسب قيمة الفيز العلاجية للمسافر الواحد بمبلغ قد يصل إلى 350 دولار وهي بالأساس محسوبة بأقل من ذلك أي من 290 أو 300 دولار. وهذا ليس تجارة بل استغلال للمسافرين من خلال إضافة ربع المبلغ على المبلغ المقرر، فإن المعقول بأن تضيف 10 أو 20 دولار وليس الربع.
وأضاف العامل قائلاً : المكتب الذي كنت أعمل فيه يستلم جوازات لاستخراج فيز من مكاتب أخرى ، ونحن بدورنا في المكتب نعمل على زيادة سعرها.
ويكشف العامل الطرق التي تنتهجها بعض مكاتب السفريات بالقول : من طرق التحايل واستغلال المسافرين هي العلاقات القائمة بين مكاتب السفريات، حيث أن هناك مكاتب ووكلاء رسميين لدى طيران اليمنية وبلقيس الذين يحصلون على عمولات من شركة الطيران نفسها، ولكن هناك من هم ليس وكلاء ولكن يتم التعامل معهم على أساس أنهم وكلاء مكاتب.
ويأتي طريقة الاستغلال والتحايل من قبل بعض مكاتب السفريات عندما يقوم المكتب الوكيل بإعطاء المكتب الغير وكيل سعر التذكرة بسعرها حسب النظام سواء كان نظام شركة طيران اليمنية أو شركة طيران بلقيس، وبذلك يقوم المكتب الغير وكيل بزيادة مبلغ على السعر الرسمي للتذكرة ، وبهذا يكون المسافر قد تعرض لعملية احتيال مكتملة الأركان ويتحمل عواقبها المكتبين مكتب الوكيل والغير الوكيل.
فمن المعروف بأن طيران اليمنية وبلقيس أسعارها مرتفعة لأسباب عدة لم نذكرها، ولكن الرحلات في شركات الطيران الخارجية مثل الاتحادية والمصرية والملكية أسعارها أقل تكلفة.
فعندما يقوم مكتب السفريات بترتيب رحلة فإن بالأول يقوم بحجز الرحلة الأولى عبر اليمنية من ثم عبر أي شركة خارجية أخرى. وعلى سبيل المثال، المكتب يقوم بترتيب رحلة لمسافر من عدن إلى دبي ، فإن المكتب الأول يحجز للمسافر عبر طيران اليمنية للقاهرة لأنه لاتوجد رحلات مباشرة من عدن أو غيرها إلى أي دولة غير الدولة المحددة.
ومن أساليب الاستغلال والاحتيال الذي تقوم به مكاتب السفريات هو التلاعب بأسعار الموافقات الأمنية الخاصة بالمسافرين إلى مصر والأردن، حيث أن هناك مكاتب تقدم الموافقة الأمنية إلى مصر بسعر 120 دولارا مع الفائدة إلا أن هناك مكاتب للأسف تقوم باستخراج الموافقة ب 130 دولار وأخرى ب140 دولار، وأما بخصوص الموافقات الأمنية الخاصة بالسفر إلى الأردن فهي موافقة عادية تصل إلى 65 دولار والمستعجل إلى حدود 100 دولار وأكثر، إلا في حالة قوبل طلب استخراج الموافقة بالرفض من الأردن ، فإن المبلغ يرد للمسافر. ولكن وللأسف أن هناك مكاتب لا تقوم برد المبلغ كاملا وذلك بحجة أنه قد تم استقطاع جزء منه للمعاملة.كما أن هناك في جوازات العاصمة عدن ممن يستغل ظروف الناس خصوصا المرضى وأخذ مبالغ خيالية منهم بحجة استخراج الجواز بسرعة وفي أقل فترة،وهذا الأمر قد شكى منه العديد من المسافرين الذين قالوا أنه تأخذ منهم أموال وبالعملة الصعبة قد تصل إلى 1000 سعودي و 2000 سعودي.
ختاماً .. يقع على الجهات المختصة والجهات الأمنية مسؤولية المراقبة والمحاسبة لمن يعمل على استغلال المسافرين والمواطنين بشكل عام، حيث أن السماسرة قد كثروا في الفترة الأخيرة والتي كان يجب أن تكون مكاتب السفريات خير عون للمواطن نظراً للظروف التي تمر بها البلاد.