آداب وفنون

حتى أقلامنا لديها أجنحة

خاطرة: علي بن علي الجامزي

الآن عرفت يا صاحبي
لما غادرت الطيور موطني
هجرت أعشاشها.
وتركتنا نشتاق لتغريدها

لأنها لم تحتمل العيش
في بلد يحرمها فتات الخبز
ولاتطيق البقاء في الاماكن
التي يسكنها الظلم.
هي تملك جناحان
فما الداعي لعيشها في خرابة.
متحررة من كل القيود الرتيبة التي فرضت علينا كبشر
من تأشيرة دخول
او جواز سفر
أوكفيل
كم أحسدها يا صاحبي،
لانها حرة
كم أحسدها على جناحاها اللذان يحررانها من الضيق
ويمنحانها الحرية لتطير
وتعلو في السماء.
وتصاحب السحاب في مسيرته.

لكننا لسنا كذلك، ليس لدينا ريش نحلق به مثلها، محكوم علينا أن نبقى في أرض تعج بالفساد والظلم والفقر،
محكوم علينا أن نجعل جُل تفكيرنا في شي واحد فقط
وهو لقمة العيش
نحن الطيور مكسورة الجناحين
أرواحنا تحن للحرية والحياة
وابسط الحقوق.

وبرغم كل ذلك نعزي أنفسنا بأقلامنا التي لازالت حرة
نعم، مازلنا يا صاحبي نحلق عبر الحروف التي نخطها،
أتدري كيف ذلك
لان أقلامنا تملك جناحان.

زر الذهاب إلى الأعلى