آداب وفنون

سيكولوجية الطبع

خاطرة: د. بهيّة أحمد الطشم

إنّ طبع الإنسان هو قدره، وفقاً لديمقريطس (صاحب نظرية الذرة الفلسفية).. ولا غرابة، فمقوّمات الشخصية هي مكوّنات نفس- جسدية.
تنطوي سِمات الطبع على خاصيتين أساسيتين: الانفعالية والعملية، وينضوي بينهما الأثر الباقي لأي حدث في أعماق النفوس.

تتباين أطباع البشر تبعاً لتركيبة الأثلام الدماغية في عقل الإنسان، ولا تحصرها قطعاً تصنيفات محدّدة أو نهائية، لأن علم الإنسان هو من أصعب العلوم حتماً، إذ لا تحكمه معايير حاسمة، وغالباً ما تطغى الانفعالات السلبية أو الإيجابية على لغة العقل ومركزه الدماغ، إذ تبقى بعض الطباع محيّرة في إطار الغموض، وتحكمها الوسطيّة بين الانفعالية واللانفعالية.

تحدّد أنماط الطّباع معالم الشخصية (الطبع الحادّ، الطبع الغضِب، الطبع البارد، الطبع الكئيب)، وترسم هويتها الذاتية في حيز الوجود، وتحرّك الرغبات لدُن الشخصية، فيتماهى المزاج مع الطبع، وما أرقى أن يمتلك الوعي زمام الرغبات الواعية واللاواعية.

لطالما كانت الشخصية هي نتاج العلاقة بين الهو والأنا الأعلى في الجهاز النفسي عند “فرويد”، لتكون حنايا شخصيتنا من صُنع تاريخنا الخاص إبان الحاضر، وترسم مسار كل إنسان في أبعاد الزمان.

نتفاعل مع اختلاف المواقف وفقاً لأنماط طِباعنا، فالطبع هو سِمة الشخصية، أمّا أبرز السلوكيات فهي عيّنة عن نماذج الشخصيات البسيطة والمركّبة، ولكن ما أجمل قول “سارتر” صاحب كتاب “الوجود والعدم: “أنا أصنع قدري”، بمعنى أنا أطبع شخصيتي بطبعي، وأختار بحرية ما أريد، لتكون الأمور تحت تصرّف الوعي، ولتصبح هوّيتي النفسية في أطوار إنجازات دائمة.

زر الذهاب إلى الأعلى